فمن آثاره أنّ العاقّ يعقّه ابنه... جزاءً وفاقاً على عقوقه لأبيه . وقد شهِد الناس صوراً وأدواراً مِن هذه المكافأة على مسرح الحياة .
مِن ذلك ما حكاه الأصمعي قال : حدّثني رجلٌ مِن الأعراب قال : خرجت من الحيّ أطلب أعقّ الناس وأبرّ الناس . فكنت أطوف بالأحياء ، حتّى انتهيت إلى شيخ في عنقه حبل ، يستقي بدلو لا تطيقه الإبل في الهاجر والحرّ الشديد ، وخلفه شاب في يده رشاء من قدٍّ ملوي ، يضربه به ، قد شقّ ظهره بذلك الحبل .
فقلت له : أما تتّقي اللّه في هذا الشيخ الضعيف ، أما يكفيه ما هو فيه مِن هذا الحبل حتّى تضربه ؟
قال : إنّه مع هذا أبي .
قلت : فلا جزاك اللّه خيراً .
قال : اسكت ، فهكذا كان يصنع هو بأبيه ، وكذا كان يصنع أبوه بجدّه .
[1] البحار م 16 ج 4 ص 23 ، عن أمالي أبي علي ابن الشيخ الطوسي .
نام کتاب : أخلاق أهل البيت نویسنده : الصدر، السيد مهدي جلد : 1 صفحه : 357