نام کتاب : أخلاق أهل البيت نویسنده : الصدر، السيد مهدي جلد : 1 صفحه : 354
يا رسول اللّه ، إنّ أبَويّ بلغا مِن الكِبَر أنّي ألي منهما ما ولياني في الصغر ، فهل قضيتهما حقّهما ؟ قال : ( لا ، فإنّهما كانا يفعلان ذلك وهُما يحبّان بقاءك ، وأنت تفعل ذلك وتريد موتهما )[1] .
وعن إبراهيم بن شعيب قال : قلت لأبي عبد اللّه (عليه السلام) : إنّ أبي قد كبُر جدّاً وضعُف ، فنحن نحمله إذا أراد الحاجة .
فقال : ( إنْ استطعت أنْ تلي ذلك منه فافعل ، ولقّمه بيدك ، فإنّه جنّةٌ لك غداً )[2] .
* * *
وليس البرّ مقصوراً على حياة الوالدين فحسب ، بل هو ضروري في حياتهما وبعد وفاتهما ، لانقطاعهما عن الدنيا وشدّة احتياجهما إلى البرّ والإحسان .
فعن الصادق (عليه السلام) قال : ( ليس يتبع الرجل بعد موته مِن الأجر إلاّ ثلاث خصال : صدقةٌ أجراها في حياته وهي تجري بعد موته ، وسنّة هدىً سَنّها فهي يُعمل بها بعد موته ، أو ولدٌ صالح يدعو له )[3] .
مِن أجل ذلك فقد حرّضت وصايا أهل البيت (عليهم السلام) على برّ الوالدين بعد وفاتهما ، وأكّدت عليه وذلك بقضاء ديونهما الماليّة أو العباديّة ، وإسداء الخيرات والمبرّات إليهما ، والاستغفار لهما ، والترحّم عليهما . واعتبرت إهمال ذلك ضرباً مِن العقوق .