وهذا الحقّ فرضٌ محتّم على المسلمين ، شرّعه اللّه عزّ وجل لأهل البيت (عليهم السلام) ومَن يمُتّ إليهم بشرف القُربى والنسَب .
وهو حقٌّ طبيعي يفرضه العقل والوجدان ، كما يفرضه الشرع . فقد درجت الدوَل على تكريم موظّفيها والعاملين في حقولها ، فتمنحهم راتباً تقاعديّاً يتقاضوه عِند كبر سنّهم ، ويورّثونه لأبنائهم ، وذلك تقديراً لجهودهم في صالح أُممهم وشعوبهم .
وقد فرض اللّه الخُمس لآل محمّد وذراريهم ، تكريماً للنبيّ (صلى الله عليه وآله)، وتقديراً لجهاده الجبّار ، وتضحياته الغالية ، في سبيل أُمّته ، وتنزيهاً لآله عن الصدقة والزكاة .
وقد أوضح أمير المؤمنين (عليه السلام) مفهوم ذي القربى ، فقال : ( نحن واللّه الذين عنى اللّه بذي القربى ، الذين قرنهم اللّه بنفسه ونبيّه ، فقال : ( مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ )( الحشر :7 )