نام کتاب : أخلاق أهل البيت نویسنده : الصدر، السيد مهدي جلد : 1 صفحه : 301
فإذا ما أغفل المؤمن عبادة ربِّه نساه ، وتلاشت في نفسه قِيَم الإيمان ومفاهيمه ، وغدا عُرضةً للإغواء والضلال . فالعقيدة هي الدوحة الباسقة التي يستظلُّ المسلمون في ظلالها الوارفة النديّة ، والعبادة هي التي تصونها وتمدّها بعوامل النموّ والازدهار .
والعبادة بعد هذا مِن أكبر العوامل على التعديل والموازنة ، بين القوى الماديّة والروحيّة ، التي تتجاذب الإنسان وتصطرع في نفسه ولا تتسنّى له السعادة والهناء إلاّ بتعادلها . ذلك ، أنّ طُغيان القوى الماديّة واستفحالها يسترق الإنسان بزخرفها وسلطانها الخادع ، وتجعله ميّالاً إلى الأثرة والأنانيّة ، واقتراف الشرور والآثام ، في تحقيق أطماعه الماديّة .
فلا مناصّ - والحالة هذه - من تخفيف جماح المادّة والحدّ من ضراوتها ، وذلك عن طريق تعزيز الجانب الروحي في الإنسان، وإمداده بطاقات روحيّة ، تعصمه من الشرور وتوجّهه وجهة الخير والصلاح . وهذا ما تحقّقه العبادة بإشعاعاتها الروحيّة ، وتذكيرها المتواصل باللّه تعالى ، والدأب على طاعته وطلب رضاه .
والعبادة بعد هذا وذاك : اختبار للمؤمن واستجلاء لأبعاد إيمانه . فالإيمان سرٌّ قلبيٌّ مكنون ، لا يتبيّن إلاّ بما يتعاطاه المؤمن مِن ضروب الشعائر والعبادات ، الكاشف عن مبلغ إيمانه وطاعته للّه تعالى .
وحيث كانت العبادة تتطلّب عناءً وجهداً ، كان أداؤها والحفاظ عليها دليلاً على قوّة الإيمان ورسوخه ، وإغفالها دليلاً على ضعفه وتسيّبه .
فالصلاة .. كبيرةٌ إلاّ على الخاشعين ، والصيام.. كفّ النفس عن لذائذ الطعام والشراب والجنس ، والحجّ.. يتطلّب البذل والمعاناة
نام کتاب : أخلاق أهل البيت نویسنده : الصدر، السيد مهدي جلد : 1 صفحه : 301