نام کتاب : أخلاق أهل البيت نویسنده : الصدر، السيد مهدي جلد : 1 صفحه : 213
( هـ ) غرور النسب
وقد يغترُّ بعضهم برفعة أنسابهم ، وانحدارهم من سلالة أهل البيت (عليهم السلام) ، فيحسبون أنّهم ناجون بزلفاهم ، وإنْ انحرفوا عن نهجِهم ، وتعسّفوا طُرق الغواية والضلال .
وهو غرور خادع حيث إنّ اللّه تعالي يُكرم المطيع ولو كان عبداً حبشيّاً ، ويهين العاصي ولو كان سيّداً قرشيّاً .
وما نال أهل البيت (عليهم السلام) تلك المآثر الخالدة ، ونالوا شرف العزّة والكرامة عند اللّه عزَّ وجل ، إلاّ باجتهادهم في طاعة اللّه ، وتفانيهم في مرضاته .
فاغترار الأبناء بشرف آبائهم وعراقتهم ، وهُم منحرفون عن سيرتهم ، من أحلام اليقظة ومفاتن الغرور .
أرأيت جاهلاً غدا عالماً بفضيلة آبائه ؟ أو جباناً صار بطلاً بشجاعة أجداده ؟ أو لئيماً عاد سخيّاً معطاءً بجود أسلافه ؟ كلا ، ما كان اللّه تعالى ليساوي بين المطيع والعاصي ، وبين المجاهد والوادع .
أنظر كيف يقصّ القرآن الكريم ضراعة نوح (عليه السلام) إلى ربِّه في استشفاع وليده الحبيب ونجاته من غَمَرات الطوفان الماحق ، فلم يُجده
نام کتاب : أخلاق أهل البيت نویسنده : الصدر، السيد مهدي جلد : 1 صفحه : 213