ألا ترى عظَماء الخلْق وصفوتهم من الأنبياء والأوصياء والأولياء كيف تفانوا في طاعة اللّه عزَّ وجل ، وانهمكوا في عبادته ، وهُم أقرب الناس إلى كرم اللّه وأرجاهم لرحمته .
إذاً فلا قيمة للرجاء ، إلا بعد توفّر وسائل الطاعة ، والعمل للّه تعالى ، كما قال الإمام الصادق (عليه السلام) : ( لا يكون المؤمنُ مؤمناً ، حتّى يكون خائفاً راجياً ، ولا يكون خائفاً راجياً ، حتّى يكون عاملاً لما يخاف ويرجو )[1] .
وقيل له (عليه السلام) : إنّ قوماً مِن مواليك يَلمّون بالمعاصي ، ويقولون نرجو . فقال : ( كذِبوا ليسوا لنا بمَوَالِ ، أُولئك قومٌ ترجّحت بهم الأماني ، مَن رجا شيئاً عمِل له ، ومَن خاف شيئاً هربَ منه )[2] .
الحكمة في الترجّي والتخويف
يختلف الناس في طباعهم وسلوكهم اختلافاً كبيراً ، فمِن الحكمة في إرشادهم وتوجيههم ، رعاية ما هو الأجدر بإصلاحهم مِن الترجّي والتخويف