نام کتاب : أخلاق أهل البيت نویسنده : الصدر، السيد مهدي جلد : 1 صفحه : 183
الرجاء من اللّه تعالى
وهو : انتظار محبوب تمهّدت أسباب حصوله ، كمَن زرَع بذراً في أرضٍ طيّبه ، ورعاه بالسقي والمداراة ، فرجا منه النتاح والنفع .
فإنْ لم تتمهّد الأسباب ، كان الرجاء حمقاً وغروراً ، كمَن زرع أرضاً سبخة وأهمل رعايتها ، وهو يرجو نتاجها .
والرجاء : هو الجناح الثاني من الخوف ، اللذان يطير بهما المؤمن إلى آفاق طاعة اللّه ، والفوز بشرف رضاه ، وكرَم نعمائه ، إذ هو باعث على الطاعة رغبةً كما يبعث الخوف عليها رهبة وفزعاً .
ولئن تَساند الخوف والرجاء على تهذيب المؤمن وتوجيهه ، وجهة الخير والصلاح ، بيد أنّ الرجاء أعذب مورداً ، وأحلى مذاقاً مِن الخوف ، لصدوره عن الثقة باللّه ، والاطمئنان بسعة رحمته ، وكرم عفوه ، وجزيل ألطافه .
وبديهيّ أنّ المطيع رغبةً ورجاءً ، أفضل منه رهبةً وخوفاً ، لذلك كانت تباشير الرجاء وافرة ، وبواعثه جمّة وآياته مشرّقة ، وإليك طرَفاً منها :
1 - النهي عن اليأس والقنوط .
قال تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ
نام کتاب : أخلاق أهل البيت نویسنده : الصدر، السيد مهدي جلد : 1 صفحه : 183