الخوف بين المدّ والجزر :
لقد صوّرت الآيات الكريمة ، والأخبار الشريفة ، أهمّيّة الخوف ، وأثره في تقويم الإنسان وتوجيهه وجهة الخير والصلاح ، وتأهيله لشرف رضا اللّه تعالى وإنعامه .
بيد أنّ الخوف كسائر السجايا الكريمة ، لا تستحقّ الإكبار والثناء ، إلاّ إذا اتّسمت بالقصد والاعتدال ، الذي لا إفراط فيه ولا تفريط .
فالإفراط في الخوف يجدب النفس ، ويدعها يباباً مِن نضارة الرجاء ، ورونَقه البهيج ، ويدَع الخائف آيساً آبقاً موغلاً في الغواية والضلال ، ومُرهِقاً نفسه في الطاعة والعبادة حتّى يشقيها وينهكها .
والتفريط فيه باعثٌ على الإهمال والتقصير ، والتمرّد على طاعة اللّه تعالى واتّباع دستوره .
وبتعادل الخوف والرجاء تنتعش النفس ، ويسمو الضمير ، وتتفجّر الطاقات الروحيّة ، للعمل الهادف البنّاء .
كما قال الصادق (عليه السلام) : ( أرجُ اللّه رجاءً لا يجرئك على معاصيه ، وخَف اللّه خوفاً لا يؤيّسك مِن رحمته )[1] .
محاسن الخوف :
قِيَم السجايا الكريمة بقدر ما تحقّق في ذويها مِن مفاهيم الإنسانيّة الفاضلة ،
[1] البحار م 15 ج 2 ص 118 عن أمالي الصدوق .