نام کتاب : أخلاق أهل البيت نویسنده : الصدر، السيد مهدي جلد : 1 صفحه : 145
عرش ربّي ، وقد نصب للحساب ، وحُشر الخلائق لذلك ، وأنا فيهم ، وكأنّي أنظر إلى أهل الجنّة يتنعّمون في الجنّة ويتعارفون ، على الأرائك متّكئون ، وكأنّي أنظر إلى أهل النار وهم فيها معذَّبون ، مصطفون ، وكأنّ الآن استمع زفير النار يدور في مسامعي .
فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)لأصحابه: هذا عبدٌ نوّر اللّه قلبَه بالإيمان ، ثُمّ قال له : إلزَم ما أنت عليه ، فقال الشاب : أدع اللّه لي يا رسول اللّه أنْ أُرزق الشهادةَ معك ، فدعا له رسول اللّه فلم يلبث أنْ خرَج في بعض غزَوَات النبيّ فاستُشهد بعد تسعة نفر وكان هو العاشر )[1] .
خصائص الموقنين :
متى ازدهرت النفس باليقين ، واستنارت بشُعاعِه الوهّاج ، عكَسَت على ذويها ألواناً مِن الجمال والكمال النفسيَّين ، وتسامت بهم إلى أوجٍّ روحيٍّ رفيع ، يتألّقون في آفاقه تألُّق الكواكب النيّرة ، ويتميّزون عن الناس تميّز الجواهر الفريدة مِن الحصا .
فمَن أبرَز خصائصهم ومزاياهم ، أنَك تجدهم دائبين في التحلّي بمكارم الأخلاق ، ومحاسن الأفعال ، وتجنّب رذائلها ومساوِئها ، لا تخدعهم زخارف الحياة ، ولا تُلهيهم عن تصعيد كفاءاتهم ومؤهّلاتهم الروحيّة لنيل الدرجات الرفيعة ، والسعادة المأمولة في الحياة الاخرويّة ، فهم متفانون في طاعة اللّه