نام کتاب : أخلاق أهل البيت نویسنده : الصدر، السيد مهدي جلد : 1 صفحه : 123
فأمر له بمركب ، ثُمّ أمر به بجاريةٍ وغلام ، وتخت ثياب ، في كلّ ذلك يقول : هل سررتك ؟ فكلّما قال : نعم ، زاده حتّى فرغ ، فقال له : احمل فرش هذا البيت الذي كنت جالساً فيه حين دفعتَ إليَّ كتاب مولاي فيه ، وارفع إليّ جميع حوائجك . قال : ففعل ، وخرج الرجل فصار الى أبي عبد اللّه (عليه السلام) ، فحدثه بالحديث على جهته ، فجعل يستبشر بما فعله .
قال له الرجل : يابن رسول اللّه ، قد سرّك ما فعل بي ؟ قال : ( إي واللّه ، لقد سرّ اللّه ورسوله )[1] .
وخامة الظلم :
بديهي أنّ استبشاع الظلم واستنكاره ، فطريٌّ في البشَر ، تأباه النفوس الحرّة ، وتستميت في كفاحه وقمعه ، وليس شيء أضرّ بالمجتمع ، وأدعى الى تسيبه ودماره من شيوع الظلم وانتشار بوائقه فيه .
فالإغضاء عن الظلم يشجّع الطغاة على التمادي في الغيّ والإجرام ، ويحفّز الموتورين على الثأر والانتقام ، فيشيع بذلك الفوضى ، وينتشر الفساد ، وتغدو الحياة مسرحاً للجرائم والآثام ، وفي ذلك انحلال الأُمم ، وفقد أمنها ورخائها ، وانهيار مجدها وسلطانها .