لا يخفى ان تبادر المعنى من اللفظ و انسباقه الى الذهن من نفسه و بلا قرينة علامة كونه حقيقة فيه، بداهة انه لو لا وضعه له لما تبادر.
لا يقال: كيف يكون علامة مع توقفه
القديمة، و ذكر بعضهم مكانه تنصيص أهل اللغة، و أشكل عليه بأن أهل اللغة ليسوا من أهل الخبرة بالنسبة الى الوضع و انّما هم أهل خبرة بالنسبة الى الاستعمال فتأمل.
«التبادر»
الثانية: التبادر فانه علامة الحقيقة، كما ان عدم التبادر أو تبادر الغير علامة المجاز اذ (لا يخفى ان تبادر المعنى من اللفظ و انسباقه الى الذهن من نفسه و بلا قرينة) حتى الشهرة (علامة كونه) أي كون اللفظ (حقيقة فيه) أي في ذلك المعنى المنسبق (بداهة انه لو لا وضعه) أي وضع اللفظ (له) أي للمعنى و لو وضعا تعينيا (لما تبادر) هذا المعنى منه، و ذلك لان التبادر أثر العلقة الذهنية بين اللفظ و المعنى، و العلقة الذهنية لا تكون إلّا بالوضع، فالتبادر لا يكون الّا بالوضع، فيكون التبادر دليلا انّيا على الوضع، و اذا ثبت الوضع ثبتت الحقيقة، اذ المعنى الحقيقي عبارة عن الموضوع له.
و لا يخفى ان التبادر الوضعي- و هو ما ذكرناه- علامة الحقيقة لا التبادر الاطلاقي الذي هو عبارة عن انصراف الاطلاق الى بعض الافراد لكثرة الوجود أو كثرة الاستعمال.
(لا يقال: كيف يكون) التبادر (علامة) للحقيقة (مع توقفه) أي توقف