الثاني (مصداقا أو مفهوما في مفهومه) أي في مفهوم المشتق، لوضوح انه لو دخل في مفهوم الابيض الشيء كان معنى قولك «الثوب الابيض» الثوب الشيء الابيض، و لو دخل فيه مصداق الشيء- و هو الثوب في المثال- كان معنى الجملة الثوب الثوب الابيض، و كلاهما ضروري البطلان لتبادر خلافهما.
«ارشاد» فى معنى بساطة المشتق
أعلم ان البساطة تطلق على معنيين:
«الاول» البساطة بحسب المفهوم، و المراد بها كون حضور المفهوم في الذهن حضورا لمعنى واحد كالانسان، و يقابل هذا القسم المركب بحسب المفهوم، و هو الذي يكون حضوره حضورا للمتعدد نحو رامي الحجارة.
«الثاني» البساطة بحسب الحقيقة، و المراد بها عدم انحلال المفهوم و لو بالتعمل العقلي، و يقابل هذا القسم المركب بحسب الحقيقة، و هو ما ينحل بنظر العقل و تعمله و لو الى الجنس و الفصل، فالانسان مركب بهذا الاعتبار و الناطق بسيط- على قولهم، فالبسيط المفهومي أعم من البسيط الحقيقي، و المركب الحقيقي أعم من المركب المفهومي، فبين البسيطين و المركبين عموم مطلق لكن متعاكسا.
ثم (لا يخفى ان معنى البساطة بحسب المفهوم) الذي ندعيه في المشتق