(ازاحة شبهة) قد اشتهر فى ألسنة النحاة دلالة الفعل على الزمان حتى أخذوا الاقتران بها فى تعريفه. و هو اشتباه، ضرورة عدم دلالة الامر
الافعال هي المبادئ المنسوبة الى فواعلها نحوا من الانتساب، و ليس الزمان جزءا من مدلولها و لذا عقبه بقوله:
[ازاحة شبهة] «دلالة الفعل على الزمان»
(ازاحة شبهة) في مدلول الفعل (قد اشتهر في ألسنة) القدماء من (النحاة) و غيرهم (دلالة الفعل على الزمان) قال ابن مالك «المصدر اسم- البيت» (حتى أخذوا الاقتران بها) أي بالازمنة الثلاثة (في تعريفه) و جعلوا الفرق بينه و بين الاسم بذلك، و حجتهم على ذلك التبادر حين الاطلاق، فان المنصرف عند قولنا «ضرب زيد» انه وقع منه الضرب في الزمان الماضي، و عند قولنا «يضرب زيد» انه سيقع منه أو واقع منه في الحال، و كذلك الاطراد فانه يطرد استعمال الماضي في ما مضى، و المضارع فيما يأتى أو متلبس فعلا و لا يطرد العكس، و كذلك النقل فان اللغويين الذين بنائهم ذكر محض اللغة ذكروا ذلك.
ان قلت: اللغويون يذكرون الحقيقة و المجاز فلا شاهد فى قولهم.
قلت: ليس كذلك، و يدل عليه انهم لا يذكرون أشهر المجازات، فانه لم يعهد من لغوي أن يذكر فى معنى الاسد الرجل الشجاع، مع أنه أشهر من الشمس و أبين من الامس، و قد يؤيد هذه الدعوى من النحاة بالاجماع (و هو اشتباه).
أما الافعال الانشائية فلا تدل على الحال أصلا (ضرورة عدم دلالة الامر)