الامر المطلق شيء، و مفهوم الامر الوارد فى الكتاب شيء آخر و هكذا.
و الحاصل: ان (تغاير) موضوع العلم و موضوعات المسائل من قبيل تغاير (الكلي و مصاديقه و) المراد بالكلي ليس مطلق الكلي و لا المنطقي و العقلي لعدم الاتحاد بينها و بين الافراد قطعا بل المراد به الكلي (الطبيعي) فهو (و أفراده) متحدان من وجه و متغايران من وجه.
ثم انه قد يشكل على ما تقدم بخروج مثل البدن الموضوع لعلم الطب، و المعقولات الثانية الموضوع لعلم المنطق، لعدم الاتّحاد بين الموضوع و موضوعات المسائل كاليد و الرجل و القلب فى الاول، و عدم الوجود الخارجي للافراد في الثاني.
و الجواب: أما عن الاول فبعدم تسليم صحة جعل البدن موضوعا فى علم الطب، بل موضوعه العضو، نعم يصح ذلك على مذهب المشهور كما تقدم.
و أما عن الثاني فبأن المراد بالخارج في قولنا ما يتحد معها خارجا نفس الامر الاعم من الخارج و الذهن.
«المسائل»
(و) لما فرغنا عن موضوع العلم مطلقا شرعنا في الجزء الثاني من أجزاء العلوم، و هي القضايا التي تطلب في العلم المعبر عنها ب (المسائل) فنقول:
ان القوم و ان صرحوا بكون أجزاء العلوم ثلاثة: الموضوعات و المسائل و المبادي، لكن صرحوا ان حقيقة كل علم مسائله، و لا تنافي بينهما، فان ثلاثية