للسكنى و الانتفاع، و القمر قطعة من الأرض، فالأرض بنت الشمس و القمر ابن الأرض و كل هذا حدس و تخمين و أحلام و لكنها أحلام جميلة.
الأمر الخامس في نهاية الأرض:
و قد ذكر الكثير من الفلاسفة الأقدمين و المتجدّدين أن هذه الأرض لا بدّ و أن تنتهي إلى الفناء و التلاشي، و ذكروا أسبابا متعدّدة لذلك، منها اصطدامها بمذنب يجعلها هباء منثورا، كما اصطدمت بمذنب في طوفان نوح، حيث دفعها إلى البحار المحيطة ففاضت البحار عليها و أغرقتها. و يشهد لهذا-أي لتلاشي الأرض-كثير من آيات الفرقان المجيد منها قوله إِذََا رُجَّتِ اَلْأَرْضُ رَجًّا. `وَ بُسَّتِ اَلْجِبََالُ بَسًّا. `فَكََانَتْ هَبََاءً مُنْبَثًّا[1] . و لا شك أنها ترتّج باصطدامها بقوة هائلة من مذنّب أو نحوه، و حينئذ تبس الجبال-أي تتفتّت-ثم تطير و تصير هباء في الفضاء. و هكذا الشمس و السماء و النجوم إِذَا اَلشَّمْسُ كُوِّرَتْ. `وَ إِذَا اَلنُّجُومُ اِنْكَدَرَتْ[2] . و تكويرها انطفاء نورها و برودة حرارتها و خمود نارها، و هكذا النجوم. فسبحان وارث السماوات و الأرضين و ما فيها و من عليها، و حيث بلغ بنا الحديث إلى نهاية الأرض فلينته