و شهد به الكثير من الأخبار و الآثار، و إليه أشار السيد قدس سره في منظومة الفقه الشهيرة بالبيت المشهور:
و من حديث كربلاء و الكعبة # لكربلا بان علوّ الرتبة
و قد تلاقفت ذلك الشعراء من زمن الشهادة إلى اليوم، و تفننوا في بيان فضل هذه التربة و قداستها و شرفها و استطالتها على جميع بقاع الأرض بالفضل و الشرف، و لو جمع كل ما قيل فيها لجاء مجلدا ضخما.
و في زيارة الشهداء مع الحسين سلام اللََّه عليه و عليهم «اشهد لقد طبتم و طابت الأرض التي فيها دفنتم» [1] . و قد اتفقت كلمات فقهائنا في مؤلفاتهم-مختصرة و مطولة-على أن السجود لا يجوز إلا على الأرض أو ما ينبت منها، غير المأكول و الملبوس، و أفضله السجود على التربة الحسينية. و من تلك المؤلفات الجليلة (سفينة النجاة) لأخينا المرجع الأعظم في عصره الشيخ أحمد كاشف الغطاء قدس سره و قد طبعنا في العام الماضي جزأه الأول مع تعليقاتنا عليه، و أكملنا بتوفيقه تعالى تعاليق الجزء الثاني و هو جاهز للطبع. و قد علقنا على تلك الفقرة من الكتاب قبل أن يردنا هذا السؤال و نتصدى لتحرير هذا الجواب بما نصه بحرفة:
(و لعل السر في التزام الشيعة الإمامية السجود على التربة الحسينية
[1] الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد، ص: 722، و البحار للمجلسي، ج: 98، كتاب المزار، باب 35، ص: 201 عنه.