نام کتاب : النحو الوافي (ط ناصر خسرو) نویسنده : عباس حسن جلد : 2 صفحه : 71
المعرب و المبنى [1] من الأسماء، و الأفعال، و الحروف.
(أى: من أقسام الكلمة الثلاثة)
أولا: الحروف كلها مبنية؛ لأن الحرف وحده لا يؤدى معنى فى نفسه، و إنما يدل على معنى فى غيره، بعد وضعه فى جملة-كما سبق [2] -. و إذا لا ينسب إليه أنه فعل فعلا، أو وقع عليه فعل؛ فلا يكون بنفسه فاعلا، و لا مفعولا به، و لا متمما وحده للمعنى (أى: لا يكون مسندا إليه و لا مسندا، و لا شيئا يتصل بذلك) . لعدم الفائدة من الإسناد فى كل حالة [3] ،
و نتيجة ما سبق أنه لا يدخله الإعراب؛ لعدم حاجته إليه؛ لأن الحاجة إلى الإعراب توجد حيث توجد المعانى التركيبية الأساسية، و الحرف وحده لا يؤدى معنى قط. و لكنه إذا وضع فى تركيب فإنه يؤدى فى غيره بعض المعانى الجزئية (الفردية) بالطريقة المفصّلة التى أشرنا إليها عند الكلام عليه؛ كالابتداء، و التبعيض، و غيرهما مما تؤديه كلمة: «من» . أو الظرفية، و السببية، و غيرهما مما تؤديه كلمة: «فى» -فهذه المعانى الجزئية تعتور الحرف، و تتعاقب عليه، و لكن لا يكون التمييز بينها بالإعراب، و إنما يكون بالقرائن المعنوية التى تتضمنها الجملة.
*** ثانيا: الأسماء يناسبها الإعراب و هو أصل فيها، لأن الاسم يدل بذاته على معنى مستقل به-كما سبق [4] -فهو يدل على مسمى؛ (أى: على شىء محسوس أو معقول، سميناه بذلك الاسم) و هذا المسمى قد يسند إليه فعل، فيكون فاعلا له، و قد يقع عليه فعل، فيكون-مفعولا به. و قد يتحمل معنى آخر
[1] يلاحظ أن المبنى لا تراعيى ناحيته اللفظية مطلقا فى توابعه أو غيرها-فتوابعه إنما تساير محله فقط-إن كان له محل من الإعراب و هذا أثر هام من آثار الإعراب المحلى. الذى يجىء الكلام عليه فى ص 80 لكن يستثنى من هذا الحكم العامّ النعت الخاص بالمنادى «أى أو أية» و المنادى اسم الإشارة الذى جىء به للتوصل إلى نداء المبدوء بأل؛ نحو: يأيها العالم، و يأيتها العالمة، و يا هذا الفاضل... فيجب فى هاتين الصورتين رفع التابع مراعاة للمظهر الشكلى للمنادى، مع أن هذا المنادى مبنى، و هما صفتان معربتان منصوبتان-مراعاة لمحل المنادى-بفتحة مقدرة على الآخر، منع من ظهورها ضمة المماثلة للفظ المنادى فى الصورة الشكلية. و تفصيل هذا و إيضاحه فى جـ 4 ص 34 م 130.