نام کتاب : النحو الوافي (ط ناصر خسرو) نویسنده : عباس حسن جلد : 2 صفحه : 65
زيادة و تفصيل:
(ا) عند ما ينكشف معنى الحرف الأصلى بسبب وضعه فى جملة، و يظهر المراد منه، فإن ذلك المعنى ينصبّ على ما بعد الحرف، و يتركز فيه؛ سواء أكان ما بعد الحرف الأصلى مفردا أم جملة، فالابتداء فى: «من» ، و الانتهاء فى:
«إلى» ، يتحقق فى الكلمة التى جاءت بعد كل منهما، و كذلك الظرفية، و الاستعلاء...
و إذا قلنا: ما جاء أحد... -هل غاب أحد؟فإن النفى و الاستفهام ينصبّان على كل مضمون الجملة التى بعده... و هكذا...
أمّا الحروف الزائدة-و منها بعض حروف الجر؛ كالباء-فإنها تفيد توكيد المعنى فى الجملة كلها، لأن زيادة الحرف تعتبر بمنزلة إعادة الجملة كلها، و تفيد ما يفيده تكرارها بدونه [1] سواء أكان الحرف الزائد فى أولها، أم فى وسطها، أم فى آخرها؛ مثل: بحسبك الأدب، و أصلها: حسبك الأدب، أى: يكفيك، أو: كافيك، فالباء داخلة على المبتدأ، كدخولها عليه و هو ضمير فى نحو:
كيف بك؟ (و أصلها... كيف أنت؟) [2] و كدخولها عليه بعد «إذا الفجائية» فى نحو: رجع المسافر؛ فإذا بالأصدقاء فى استقباله.
و كدخولها على الفاعل فى مثل: كفى باللّه شهيدا، و أصلها: كفى اللّه شهيدا.
و على الخبر فى مثل: الأدب بحسبك... فالباء مع تقدمها أو توسطها أو تأخرها قد أكدت معنى الجملة كلها.
هذا، و الحرف الزائد قد يعمل؛ كباء الجر، أو لا يعمل مثل: «ما» الزائدة، فى مثل: إذا ما المجد نادانا أجبنا... و هناك الشبيه بالزائد يعمل، و ينحصر فى بعض حروف الجر؛ كربّ، و لعلّ، الجارتين... و «لو لا» على اعتبارها جارّة.
و حرف الجر الزائد و الشبيه به لا يتعلقان [3] ، إلا أن الزائد «كالباء» يزاد لتوكيد المعنى الموجود. أمّا «رب» فتفيد معنى التقليل أو التكثير، «و لعل» تفيد الرجاء...
فهما-كغيرهما من الشبيه بالزائد-يفيدان معنى جديدا يطرأ على الجملة؛ لا تقوية المعنى الموجود قبل مجيئهما. و كذا «لو لا» فإنها تفيد الامتناع؛ و هو معنى جديد يطرأ على الجملة.
[1] راجع شرح التصريح جـ 2 باب: حروف الجر عند الكلام على زيادة: «الكاف» .