حين نقول: لا كتاب فى الحقيبة؛ بإدخال: «لا» على جملة اسمية-فى أصلها-، و رفع كلمة: «كتاب» -التى للمفرد) يكون معنى التركيب محتملا أمرين:
أحدهما: نفى وجود كتاب واحد فى الحقيبة، مع جواز وجود كتابين أو أكثر فيها.
و الآخر: نفى وجود كتاب واحد، و ما زاد على الواحد؛ فليس بها شىء من الكتب مطلقا. فالتركيب محتمل للأمرين، و لا دليل فيه يعين أحدهما، و يمنع الاحتمال.
و كذلك حين نقول: لا مصباح مكسورا، (بإدخال: «لا» على جملة اسمية -فى أصلها-و رفع كلمة: «مصباح» التى للمفرد) فإن التركيب يحتمل أمرين:
أحدهما: نفى وجود مصباح واحد مكسور، و لا مانع من وجود مصباحين مكسورين؛ أو أكثر.
و الآخر: نفى وجود مصباح واحد مكسور و ما زاد على الواحد أيضا. فلا وجود لشىء من جنس المصابيح المكسورة. فالتركيب يحتمل نفى الواحد المكسور فقط، كما يحتمل نفى الواحد و ما زاد عليه.
و مثل هذا يقال فى: لا سيارة موجودة، بإدخال «لا» على جملة اسمية الأصل، و رفع كلمة: «سيارة» -التى للمفردة) حيث يحتمل التركيب الأمرين:
نفى وجود سيارة واحدة، دون نفى سيارتين و أكثر، و نفى وجود شىء من جنس السيارات مطلقا، فلا وجود لواحدة منها؛ و لا لأكثر.
مما سبق نعلم: أن، «لا» فى تلك الأمثلة-و أشباهها-تدل على نفى
[1] يلاحظ ما لا يصح أن يدخل عليه الناسخ، و قد سبق فى رقم 3 من هامش ص 495-و الصحيح أن «لا» ، النافية غير الزائدة لها الصدارة فى جملتها، سواء أكانت نافية مهملة، أم نافية عاملة عمل «ليس» أو عمل «إن» و قد سبقت الإشارة لهذا فى رقم 2 من هامش ص 544 و تجىء أيضا فى رقم 4 من هامش ص 625 و فى جـ 2 ص 25 م 61.
غ
نام کتاب : النحو الوافي (ط ناصر خسرو) نویسنده : عباس حسن جلد : 2 صفحه : 622