[1] النحاة يسمون الحروف: «أدوات الربط» ؛ لأن الكلمة إما أن تدل على ذات، و إما أن تدل على معنى مجرد (أى: حدث) ، و إما أن تربط بين الذات و المعنى المجرد منها. فالاسم يدل على الذات، و الفعل يدل على المعنى المجرد منها، و الحرف هو الرابط. و حروف الربط نوعان، نوع يسمى: «حروف المعانى» ، لأنه يفيد معنى جديدا يجلبه معه، و نوع ليس للمعانى، و إنما هو زائد أو مكرر؛ لتوكيد معنى موجود، و مثله: «ما» الزائدة، و «الباء» ، و «من» و غيرها من الحروف الزائدة أو المكررة (مثل: نعم، نعم، أو: لا. لا... ) لإفادة توكيد المعنى القائم. و الذين يعتبرون التوكيد معنى-على الرغم من أنه ليس جديدا-يدخلون هذا النوع فى حروف المعانى. أما غيرهم فلا يدخله فيها، و هذا هو المشهور. و أكثر الكوفيين يقتصر على تسمية الحروف: «أدوات» .
أما تفصيل الكلام على حروف المعانى، و أحكامها، و ما يتصل بها، و لا سيما تعلق شبه الجملة بها.
التعلق بها، ففى موضعه المناسب؛ كالذى فى جـ 2 ص 200 م 78. حيث حروف الحر، و فى جـ 3 حيث حروف العطف و حـ 4 حيث النواصب و الجوازم. و حروف الربط بنوعيها غير حروف المبانى التى سبقت فى هامش ص 13 بقى بيان المراد الدقيق الذى يقصدونه حين يقولون: هذا اللفظ-حرفا كان أو غير حرف- «زائد» . لقد تباينت آراؤهم فى تعريف الزائد. و خير ما يستخلص منها:
أنه الذى يمكن الاستغناء عنه، فى الغالب، فلا يتأثر المعنى بحذفه، و ربما لا يستغنى عنه فتكون معنى زيادته هو تركه مهملا لا يؤثر فى غيره و لا يتأثر بغيره-سواء أكان فى أصله مهملا مثل: «لا» النافية الزائدة، أم كان فى أصله عاملا، مثل: «كان» الزائدة. و فيما يأتى بعض ما دونته المراجع خاصا بهذا.
(ا) جاء فى المغنى عند الكلام على الحرف: «لا» ما نصه:
(من أقسام «لا» النافية-: المعترضة بين الخافض و المخفوض، نحو: جئت بلا زاد، و غضبت من لا شىء. و عن الكوفيين: أنها اسم، و أن الجار دخل عليها نفسها. و أن ما بعدها خفض بالإضافة.
أما غيرهم فيراها حرفا، و يسميها زائدة، كما يسمون: «كان» فى نحو: (محمد كان فاضل) زائدة، و إن كانت مفيدة لمعنى، و هو المضى و الانقطاع. فعلم أنهم قد يريدون بالزائد المعترض بين شيئين متطالبين، و إن لم يصح المعنى بإسقاطه؛ كما فى مسألة: «لا» فى نحو: غضبت من لا شىء، كذلك إذا كان يفوت بفواته معنى، كما فى مسألة: «كان» ، و «كذلك» «لا» المقترنة بالعاطف فى نحو: ما جاءنى محمد و لا على، و يسمونها: «الزائدة» و ليست بزائدة البتة، ألا ترى أنه إذا قيل: ما جاءنى محمد و على... ؛ احتمل أن المراد نفى مجىء كل منهما على كل حال، و أن يراد نفى اجتماعهما فى وقت المجىء؛ فإذا جىء بكلمة: «لا» صار الكلام نصا فى المعنى الأول. نعم هى فى قوله تعالى (وَ مََا يَسْتَوِي اَلْأَحْيََاءُ وَ لاَ اَلْأَمْوََاتُ .. ) لمجرد التأكيد، و كذا إذا قيل لا يستوى حامد و لا محمود اهـ أى: لأن اللبس غير محتمل فى المثالين الأخيرين مطلقا. و لهذا إيضاح فى حـ 3 م 118 ص 548 باب العطف، عند الكلام عند ما انفردت به واو العطف.
و جاء فى شرح المفصل حـ 7 ص 150 عند الكلام على: «كان» الزائدة، أن معنى زيادتها:
نام کتاب : النحو الوافي (ط ناصر خسرو) نویسنده : عباس حسن جلد : 2 صفحه : 62