نام کتاب : النحو الوافي (ط ناصر خسرو) نویسنده : عباس حسن جلد : 2 صفحه : 448
المسألة 37:
تأخير الخبر، جوازا و وجوبا
للخبر من ناحية تأخّره عن المبتدأ و تقدمه ثلاث حالات، أن يتأخر وجوبا، و أن يتقدم وجوبا، و أن يجوز تأخره و تقدمه.
فأما تأخره و تقدمه جوازا فهو الأصل الغالب؛ نحو: السحاب بخار متكاثف- البرق شرارة كهربية-الكتاب صديق أمين-قول الشاعر:
أفى كل عام غربة و نزوح # أما للنّوى من ونية فتريح
ففى هذه الأمثلة و أشباهها يصح تقديم الخبر و تأخيره [1] ...
أما تأخره وجوبا؛ ففى مواضع أشهرها:
1-أن يكون المبتدأ و الخبر معا متساويين [2] أو متقاربين فى درجة تعريفهما أو تنكيرهما، بحيث يصلح كل منهما أن يكون مبتدأ؛ نحو: أخى شريكى-
[1] و مما يجوز فيه الأمران مخصوص «نعم و بئس» فى مثل: نعم الفارس على، فيجوز تأخير «على» عن الجملة الفعلية التى قبله و إعرابه مبتدأ خبره تلك الجملة الفعلية السابقة، و يجوز تقديمه عليها مع إعرابه مبتدأ و هى خبره. و يشترط فى هذا المخصوص و فى إعرابه السالف شروط تفصيلية مكانها جـ 3 ص 307 م 109-باب نعم و بئس.
[2] سبق فى باب المعارف أن أنواعها تتفاوت فى درجة التعريف و قوته؛ فنوع أقوى من نوع آخر؛ فالضمير أقوى من العلم، و العلم أقوى من اسم الإشارة... و هكذا. بل إن النوع الواحد قد يتفاوت فى درجة تعريفه و قوته؛ فضمير المتكلم أقوى من ضمير المخاطب، و ضمير المخاطب.
أقوى من ضمير الغائب... و هكذا على الوجه المفصل هناك (فى رقم 2 من هامش ص 191) ...
كذلك النكرة تتفاوت فى درجة التنكير و قوته؛ فالنكرة المحضة (و هى المتوغلة فى التنكير؛ أى:
فى الإبهام و الشيوع) إذا لم تخصص بوصف، أو بإضافة، أو بغيرهما-أقوى فى التنكير من المختصة؛ لأن الاختصاص يضعف التنكير، إذ يقرب النكرة من المعرفة بعض التقريب. و المراد من تساوى المعرفتين هنا أن يكونا فى درجة واحدة فى التعريف-و لو كانا من نوعين مختلفين كالعلم بالغلبة، مع علم الشخص-كأن يكونا ضميرين معا للمتكلم، أو للمخاطب، أو للغائب، أو يكونا علمين أو اسمى إشارة. و المراد من تساوى النكرتين أن تكونا محضتين معا...
و أما تقارب المعرفتين-و قد يسمى أحيانا تفاوتهما فى الدرجة؛ لما بينهما من اختلاف غير واسع- فمعناه أن يكونا من نوع واحد مع اختلافهما فى درجة ذلك النوع؛ كضمير المتكلم مع ضمير المخاطب.
أو ضمير المخاطب مع ضمير الغائب، أو أن يكونا من نوعين مختلفين و لكنهما متقاربان؛ كالعلم مع ضمير المخاطب؛ فإن العلم يقاربه، أو كالعلم الشخصى مع المعرف «بأل العهدية» فإن المعرف بها يقاربه.
و تقارب النكرتين معناه أن إحداهما مختصة و الأخرى غير مختصة؛ فهى قريبة من أختها إلى حد ما.
(قد يسمى أيضا تفاوتا؛ لوجود اختلاف بينهما و إن كان يسيرا) .
نام کتاب : النحو الوافي (ط ناصر خسرو) نویسنده : عباس حسن جلد : 2 صفحه : 448