نام کتاب : النحو الوافي (ط ناصر خسرو) نویسنده : عباس حسن جلد : 2 صفحه : 40
بالكسر؛ ليمكن النطق و التغلب على اجتماع الساكنين، و وصلنا كلمة: «إذ» فى الكتابة بما قبلها، عملا بقواعد رسم الحروف (الإملاء) .
مما سبق نعلم أن تنوين العوض هو: ما يجىء بدلا من حرف أصلى حذف، أو من كلمة، أو جملة، أو أكثر؛ ليحل محل المحذوف، و يغنى عنه.
و مما يجب التنبه له أن هذا التنوين قسم مستقل، أثره الخاص هو: «التعويض» فلا يدل بنفسه على إعراب و لا بناء. و لهذا يدخل فى آخر الأسماء المتمكنة و غير المتمكنة: أى: يدخل فى آخر الأسماء المعربة و المبنية.
***
النوع الرابع: تنوين المقابلة:
إن التنوين حين يلحق آخر الاسم يكون دليلا على أن ذلك الاسم قد تمّ، و استكمل حروفه، كما فى نحو: محمد مسافر، أمين مهذب، حليم عالم.
لكن أين يذهب التنوين حين تجمع تلك الكلمات جمع مذكر سالما فنقول:
المحمدون [1] مسافرون، الأمينون مهذبون، الحليمون عالمون؟لم لم يبق فى الجمع ليدل على ما كان يدل عليه فى المفرد؟
يرى النحاة أنه قد اختفى، و حلت محله النون التى فى آخر الجمع. و لما كانت غير موجودة إلا فى جمع المذكر السالم، دون الجمع المختوم بالألف و التاء الزائدتين.
(جمع المؤنث السالم و ملحقاته) -و كلاهما جمع سلامة-كان من الإنصاف أن يزاد التنوين فى الثانى، ليكون مقابلا للنون فى جمع المذكر السالم، و يتم التعادل بين الاثنين من هذه الناحية [2] . و يسمونه لذلك، تنوين المقابلة؛ و يقولون فى تعريفه:
[1] يلاحظ أن تثنية العلم و جمعه مذكرا يزيلان علميته؛ فتجىء «أل» لتفيده التعريف-كما سنعرف فى رقم 3 من ص 118-
[2] و نرى أن النون فى جمع المذكر السالم، و التنوين فى جمع المؤنث السالم-لا سبب لهما إلا نطق العرب. و كل تعليل يخالف هذا فمرفوض.
و لو صح أن النون فى جمع المذكر السالم بدل التنوين فى مفرده، لكان من الغريب وجودها فى جمع المذكر السالم الذى لا تنوين فى مفرده؛ بسبب منعه من الصرف؛ مثل: الأحمدين، و العمرين، و اليزيدين، و الأفضلين، و أشباهها؛ فإن مفردها-و هو: أحمد، و عمر، و يزيد، و أفضل.. لا يدخله التنوين؛ لأنه ممنوع من الصرف. و لكان من الغريب أيضا احتياج جمع المؤنث إلى المقابل «و هو التنوين» مع أن مفرده يخلو فى كثير من الأحوال من التنوين؛ كفاطمة، و زينب. على عكس جمع المذكر السالم؛ فإن مفرده يكثر فيه التنوين. هذا إلى اعتراضات و أنواع من التناقض سببها التعليل السالف.
و من المستحسن تسميته: «تنوين جمع المؤنث السالم» أو: الأخذ بالرأى الصائب، الذى يرى إدماج تنوين المقابلة. فى تنوين التمكين، لأنه منه، برغم مخالفة بعض النحاة فى ذلك. (راجع الجزء الأول من حاشية الخضرى فى تنوين المقابلة) . هذا، و قد تركه «صاحب» المفصل و لم يذكره، و إن كان شارحه قد عرض له) .
نام کتاب : النحو الوافي (ط ناصر خسرو) نویسنده : عباس حسن جلد : 2 صفحه : 40