كلمة: «صديق» فى المثال الأول مبهمة: لأنها لا تدل على صديق معين معهود؛ فقد يكون محمدا، أو: عليّا، أو: محمودا، أو: غيرهم من الأشخاص الكثيرة التى يصدق على كل واحد منهم أنه: «صديق» ، فهى نكرة.
لكن حين أدخلنا عليها «أل» دلت على أن صديقا معينا-هو الذى سبق ذكره- قد زارنى دون غيره من باقى الأصدقاء.
و مثلها كلمة: «كتاب» فى المثال الثانى، فإنها مبهمة لا تدل على كتاب معيّن؛ بل تنطبق على عشرات و مئات من الكتب؛ فهى نكرة؛ و النكرة لا تدل على معين-كما عرفنا-لكن حين أدخلنا عليها: «أل» و قلنا:
«الكتاب» صارت تدل على أن كتابا معينا-هو الذى سبق ذكره-قد اشتريته.
و مثل هذا يقال فى كلمة: «زورق» ؛ فإنها نكرة لا تدل على زورق معروف.
و حين أدخلنا عليها «أل» صارت تدل على واحد معين تنزهت فيه.
فكل كلمة من الكلمات الثلاث و أشباهها كانت فى أول أمرها نكرة، ثم صارت بعد ذلك معرفة؛ بسبب دخول: «أل» عليها. لهذا قال النحاة: إن «أل» التى من الطراز السابق أداة من أدوات التعريف؛ إذا دخلت على النكرة
[1] إذا كانت «أل» مستقلة بنفسها كما فى هذا العنوان الذى لم تتصل فيه باسم بعدها-كانت همزتها همزة قطع؛ يجب إظهارها نطقا و كتابة؛ لأن كلمة «أل» فى هذه الحاله تكون علما على هذا اللفظ المعين. و همزة العلم قطع-فى الرأى الأنسب-و لو كان العلم منقولا من لفظ آخر بشرط أن تصير جزءا ملازما له؛ مثل: الرجل مسافر، علم على إنسان-كما نصوا على هذا فى باب النداء، (و كما سبق فى باب العلم-رقم 1 من هامش ص 273، و البيان فى رقم 2 من هامش ص 275) .
نام کتاب : النحو الوافي (ط ناصر خسرو) نویسنده : عباس حسن جلد : 2 صفحه : 381