نام کتاب : النحو الوافي (ط ناصر خسرو) نویسنده : عباس حسن جلد : 2 صفحه : 269
زيادة و تفصيل:
1-استعمل العرب علم الجنس فى أمور معنوية-كما سبق [1] -غير أن بعض تلك الأمور قد استعملوه حينا علم جنس؛ فتجرى عليه الأحكام اللفظية الخاصة بعلم الجنس؛ فهو معرفة من هذه الجهة، و حينا استعملوه كالنكرة تماما؛ فلا يلاحظ فيه تعيين مطلقا. و الطريق إلى معرفة هذا النوع هو السماع المحض عن العرب. و من أمثلته: فينة (بمعنى؛ وقت) و «بكرة» و «غدوة» و هما بمعنى أول النهار، و «عشية» بمعنى آخر النهار. فهذه الكلمات تستعمل بغير تنوين؛ فتكون معرفة؛ مثل: قضينا فينة فى الحديقة أى: الفينة المعينة من يوم معين. و تقول؛ فلان يتعهدنا بكرة: أى: البكرة المحددة الوقت و اليوم.
و كذا. «غدوة و عشية» بغير تنوين؛ تريد بكل منهما وقتها و يومها المحددين.
فأنت تقصد الأوقات المعينة التى تبينها هذه الأسماء السابقة [2] .
أما إذا قلتها بالتنوين فلست تريد واحدة، معينة، محددة فى يوم محدد- و إنما تريد «فينة» أىّ فينة، من يوم أى يوم، و «بكرة» أىّ بكرة أيضا، و هكذا الباقى...
و فى الأثر المروى: (للمؤمن ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة) فدخول أل دليل على أن الكلمة قبلها كانت نكرة. و يترتب على هذا الاختلاف فى المراد الاختلاف فى الأحكام اللفظية التى عرفناها، و التى تطبق على الكلمات باعتبارها علم جنس، و لا تطبق عليها باعتبارها نكرات، و لا يعرف هذا فى النوعين الآخرين من علم الجنس؛ فهما معرفتان، و حكمهما من جهة اللفظ حكم علم الجنس.