كل كلمة فى القسم الأول: (ا) تدل بنفسها مباشرة [1] على شىء واحد، معيّن بشكله الخاص، و أوصافه المحسوسة التى ينفرد بها، و تميزه من باقى أفراد نوعه. فكلمة: «محمود» تدل بذاتها على فرد واحد له صورة معينة، و وصف حسىّ ينطبق عليه وحده دون غيره من أفراد النوع الإنسانى. و كذلك إبراهيم، و فاطمة و أمينة، و غيرها.
و كلمة: مكة، أو: بيروت، أو: أشباههما من البلاد-تدل على شىء واحد محسوس؛ هو: بلد معين، له خصائصه، و أوصافه الحسية التى لا تنطبق على سواه، و لا تحمل إلى الذهن صورة غيره. و كذلك الشأن فى بردى، و دجلة و غيرهما من الأنهار المعينة.
فكل كلمة من الكلمات السالفة إنما تدل بلفظها و بحروفها الخاصة بها على معنى واحد، معين، ينطبق على فرد واحد «أى: تدل على مسمى بعينه» و هى لا تحتاج فى دلالتها عليه إلى معونة لفظية أو معنوية تأتيها من غيرها، بل تعتمد على نفسها فى إبراز تلك الدلالة.
أما كلمات القسم الثانى فتدل الواحدة منها على معنى معين، و لكنه معنى غير مقصور على فرد واحد ينحصر فيه؛ و إنما ينطبق على أفراد كثيرة مشتركة معه فى النوع، فهو صالح لكل منها، لا يختص بواحد دون آخر، أى:
أنه شائع بينها، كما سبق أن قلنا فى النكرة [2] . فكلمة: رجل أو شجرة... أو غيرهما