ثم توجه إلى العراق لزيارة الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، وبعد زيارة تلك المشاهد المشرفة، توجه إلى الحلة، فلبس بعض ثيابه العتيقة الخشنة والرثة، ودخل بعض مدارسهم المشحونة بالباحثين والدارسين، فسلم عليهم فلم يرد عليه إلا بعضهم متثاقلا عنه، ولم يلتفتوا إليه، فجلس أول المجلس في صف النعال!
وعكف أولئك في بحثهم على مسألة دقيقة مشكلة، فأدلى فيها بدلوه وأجاب عنها بتسعة أجوبة في غاية الجودة والدقة... ومع ذلك أحضروا طعاما أفردوه بشئ منه على حده ولم يشركوه في مائدتهم! وانفض مجلسهم فقاموا.
وفي اليوم التالي عاد إليهم وقد تعمم بعمامة كبيرة وبملابس فاخرة ذات أكمام واسعة وهيئة رائعة! فلما دخل عليهم وسلم قاموا فرحبوا به وأكرموه
[1] ذكرها بعضهم: بأكبريه، بينما المعروف: المرء بأصغريه، بقلبه ولسانه، لا بأكبريه، ولا أراه إلا من التصحيح بالغلط.
نام کتاب : النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 1 صفحه : 20