responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المهدي المنتظر عند الشيعة الإثنى عشرية نویسنده : دودو ابو العيد    جلد : 1  صفحه : 255

الأسدي، و هو نفسه شيعي، هذا الكتاب ضد أغلبية إخوانه في الدين، خصوصا و أنه كان بابا أو وكيلا للإمام. كيف يمكننا إزالة هذا التناقض؟كما كان الأمر مع ابن الجنيد في مسألة القياس، كذلك وجد هنا أيضا كاتب، جعل من نفسه مدافعا عن الأسدي. فالذي يبدو أن الأسدي لم يكن يدعو إلى فكرة الجبر، و إنما ذكر خبرا روي على هذا المنوال، ففي القرآن أيضا آيات تدعو ظاهريا إلى الجبر. و لعل الأسدي كان يؤمن بأن للبشر منزلة بين منزلتين الجبر و الاختيار. و لو كان الأسدي قد آمن بالجبر، فإنه ما كان ليصبح وكيلا، لأن مثل هذا الاعتقاد يتناقض مع المذهب الشيعي أو كان الإمام قد اعترض على الأقل على الأسدي‌


63

.

نستنتج من هذه الفقرة أن الشيعة في زمن الغيبة الصغرى لم يكونوا يؤمنون لا بحرية الإرادة عند المعتزلة و لا بنقيض ذلك. هناك مأثور للإمام جعفر الصادق يقول فيه: «لا الاختيار و لا الجبر، و إنما منزلة بين المنزلتين»


64

.

و إننا لنجد بين الشيعة، رغم هذا الحديث، من يؤمن بالجبر


65

.

و من الصعب في هذه الحالة إصدار حكم، إلا أن هناك شيئا واحدا يمكن التأكيد عليه، و هو أن «الاختيار الوسط» قد أصبح عند الشيعة بعد انتهاء الغيبة الصغرى، أي في نهاية القرن الثالث و بداية القرن الرابع للهجرة، عقيدة ثابتة


66

. و هكذا يتم الاستغناء عن الدفاع المذكور عن الأسدي (بوصفه شيعيا قويم العقيدة) .


[63] منهج المقال، ص 288.

[64] الكافي، ص 55، الشهرستاني، ص 125 و مجمع البحرين، ص 372.

[65] مثل هارون بن مسلم بن سعدان الكاتب (ينظر منهج المقال، ص 358 و 289؛ ثم ص 47: توجد هنا انحرافات كثيرة في تعاليم أحمد بن نوح عن المذهب الشيعي. )

[66] مختصر ترجمة التحفة الاثنى عشرية، ص 58 و منهاج السنة، ص 16.

غ

نام کتاب : المهدي المنتظر عند الشيعة الإثنى عشرية نویسنده : دودو ابو العيد    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست