نام کتاب : المهدي المنتظر عند الشيعة الإثنى عشرية نویسنده : دودو ابو العيد جلد : 1 صفحه : 138
يجب أبا سهل على الإطلاق، فنشر أبو سهل هذه الحكاية و قضى على الحلاج عن طريق السخرية منه، و التندر به في المجالس العامة و الخاصة [27] .
لم يعد السفير في حاجة إلى اتخاذ أي إجراء ضد الحلاج، فقد تولى أبو سهل العمل كله. فلم يترك أية محاولة لإظهار الحلاج بمظهر الزنديق و محاولة القضاء عليه تماما. و قد نجح أبو سهل عند ابن داود، معلم الفقه السني. ففي سنة 297 هـ قدم ابن داود فتواه الشهيرة بتكفير الحلاج و حرمانه من حماية القانون [28] .
كانت مدينة قم، و سكانها تقريبا مائة بالمائة من الشيعة، تعيش في انتظار المهدي، فتصور الحلاج أنها تربة مناسبة لنشاطه، و لعله كان يتصور أيضا أنها سترحب به بوصفه وكيل المهدي. و ظهر في هذه المدية بصفته وكيلا و نشر تعاليمه الملحدة، فوجد هناك كذلك أستاذه علي بن الحسين بن موسى بن بابويه. و كتب إلى أقربائه، لكن ابن بابويه أحدث ثقبا في الرسالة، و أعادها إلى الحلاج، و أبعده عن المدينة [29] .
و لم يبق للحلاج مكان يقيم فيه خارج بغداد، فعاد إليها، و لكن قضاء أبي سهل كان ينتظره فيها. و اشتهرت في بغداد من جديد حادثة مضحكة بين أبي سهل و بين الحلاج: كان الحلاج جالسا في إحدى الساحات العامة بالمدينة يقدم كراماته، و يفتح ذراعيه، فيمطر المال في يديه، فيعجب الناس و يجمعون المال كله. و عندها تقدم إليه أبو سهل بسؤال محرج: لقد رجاه أن يحضر مالا مكتوبا عليه اسمه و اسم أبيه:
بذلك أوقعه في ورطة: إذا ما هو جاء بكرامة، ظهرت خيانته، و إن هو لم يأت بها، اتضح خداعه. فأعلن الحلاج أنه لا يمكن فعل شيء من لا