و إننا لنجد فيها أخطاء حتى بالنسبة للاسم، فقد اعتبر السبكي أبا جعفر الطوسي في كتابه «طبقات» شافعيا، و بعضهم اعتبر الشريف الرضي زيديا، و ما أشبه ذلك من الأخطاء [18] . لذلك يجب فحص المصادر بدقة، فقد كان من السهل في ذلك الحين أن يقع عالم مرموق في مثل هذه الأخطاء و التحريفات. لقد آن الأوان أيضا لإعادة النظر في مفهوم «الشيعة» المستعمل عموما و تحديده. و هكذا يجب أن يبعد الراوندية أو أبو مسلمية، الذين يعتقدون بإمامة العباس، عم رسول اللّه، فالشيعة إنما هم أولئك الناس، الذين لا يؤمنون إلا بعلي بن أبي طالب و أعقابه [19] .
و كذلك ينبغي أن يكون موقف المرء من الرزّامية، و هي فرع من الراوندية، و الخرّمية و البابكية، و السّنبادية و الحلولية و غيرها. عند ما يبحث المرء تعاليم هذه الفرق، لا يجد أي أثر لعبادة علي و أعقابه، و إنما يجد أسماء أخرى، بحيث يكون من الخطأ نسبة هذه العقائد إلى جماعة الشيعة بصورة مطردة [20] .
[17] دائرة المعارف الإسلامية، مقال الحلة، و ياقوت، معجم البلدان، ج 2، ص 322.
[19] فيما يتصل بتحديدات مفهوم الشيعة و تفسير التعاليم الشيعية ينظر كتب الشيعة! و من بينها خنداني النوبختي، ص 50، ثم أصل الشيعة، ص 71، و تبصرة العوام، ص 424 و مواضع مختلفة!و كتاب آثار الشيعة، و يتكون في الأصل من 20 جزءا-طبع منه جزءان، و هو يقدم معلومات عن المسائل المتصلة بهذا الميدان.
[20] عن هذه الفرق المختلفة ينظر زيادة على دائرة المعارف الإسلامية: عن الرزامية، الذين هم أيضا من أتباع العباس، فرق الشيعة، ص 21: 14، مقالات، ص 22: 21، أنساب، ورقة 251 ب، الخطط، ج 4، ص 177، خنداني النوبختي، 256، و عن الخرمية ينظر الشهرستاني، ص 113 و 132، فرق الشيعة، ص 438: 6، تبليس إبليس، ص 109، و 112، أنساب، ورقة 196 أ، و عن البابكية ينظر خنداني النوبختي، ص 251 و 254، و عن السنبادية ينظر خنداني النوبختي، ص 258.
نام کتاب : المهدي المنتظر عند الشيعة الإثنى عشرية نویسنده : دودو ابو العيد جلد : 1 صفحه : 11