نام کتاب : المهدي المنتظر عند الشيعة الإثنى عشرية نویسنده : دودو ابو العيد جلد : 1 صفحه : 105
و يروي لنا الزّهري أنه كان يتمنى أن يرى الإمام المختفي شخصيا، و حاول الوصول إلى هدفه بطرق عديدة، إلى أن تعرف في النهاية على السفير الأول و ربطته به صداقة حميمة. و توسل إلى السفير في آخر الأمر أن يريه الإمام، على أن هذا رفض طلبه في البداية [34] . و ذات يوم طلب من الزهري أن يجيئه في صبيحة اليوم الموالي، ففعل الزهري ما طلب منه، و وجد عند السفير تاجرا شابا، فسأله الزهري بناء على طلب السفير عدة أسئلة عن أشياء مختلفة. كان الشاب هو الإمام المختفي نفسه، و لم يره بعد ذلك [35] .
و يقصد كتاب التراجم بالزهري دائما محمد بن مسلم [36] ، و أصله من المدينة و عاش من 152-224 هـ، و لكن انتماءه إلى الشيعة أمر مشكوك فيه [37] . و مهما يكن فإن الإمام الثاني عشر، إذا نحن أخذنا ما تقوله المصادر بعين الاعتبار، قد ولد بعد 30 سنة من موت محمد بن مسلم هذا. و من ثم لا بد أن يكون الحديث عن علاقة الزهري بالسفير الأول حديثا خاطئا.
من الأسئلة الكثيرة، التي تهاطلت على السفير، هناك أسئلة عن الإمام المختفي تتصل بشكل مطرد بما إذا كان السفير يعرفه و رآه. و كان على السفير طبعا أن يجيب أنه يعرفه و أنه رآه، و إلا لأصبح منصب السفير، الذي يتقلده، أمرا مشكوكا فيه. و لم يكن من الطبيعي تماما أن يطرح سؤال عن اسم الإمام و شخصه. و الغريب أن الكتب الشيعية تحدثنا أنه كان من الممنوع التلفظ باسم الإمام، و كان السفراء يعللون ذلك بأن معرفة الاسم ستعرض الإمام إلى مطاردة أعوان الخليفة. على أن الخطر،