و سلّم، و سيخرج من صلبه رجل يسمّى باسم نبيّكم يشبهه في الخلق و لا يشبهه في الخلق، يملأ الأرض عدلا» [1] الحديث.
و إلى ظاهر هذه الرواية ذهب بعض علماء أهل السنّة و زعموا أنّ المهدي المنتظر من أولاد أبي محمّد الحسن الزكي المجتبى سلام اللّه عليه.
منهم ابن حجر في «الصواعق» قال (ص 99) : و روى أبو داود في «سننه» أنّه من ولد الحسن، و كان سرّه ترك الحسن الخلافة للّه عزّ و جلّ شفقة على الأمّة، فجعل اللّه القائم بالخلافة عند شدّة الحاجة إليها من ولده؛ ليملأ الأرض عدلا. و رواية كونه من ولد الحسين واهية جدّا [2] . انتهى.
أقول: بحسب القواعد المقرّرة في أصول الفقه لا يصحّ الاستناد إلى رواية أبي داود المذكورة لأمور:
الأوّل: اختلاف النقل عن أبي داود فإنّ في «عقد الدرر» نقلها عن أبي داود في «سننه» و فيها أنّ عليّا نظر إلى ابنه الحسين.
الثاني: أن جماعة من الحفّاظ نقلوا هذه القصّة بعينها، و فيها أنّ عليّا نظر إلى ابنه الحسين كالترمذي و النسائي و البيهقي كما في «عقد الدرر» .
الثالث: احتمال التصحيف فيها، فإنّ لفظ الحسين و الحسن في الكتابة وقوع الاشتباه فيه قريب جدّا، سيّما في الخطّ الكوفي.
الرابع: أنّها مخالفة لما عليه المشهور من علمائهم كما نصّ عليه بعضهم.
الخامس: أنّها معارضة بأخبار كثيرة أصحّ سندا و أظهر دلالة و قد تقدّم بعضها، و سوف يمرّ عليك البعض الآخر إن شاء اللّه.
السادس: أنّ احتمال الوضع و كونها صنيعة الدرهم و الدينار قريب جدّا؛ تقرّبا إلى محمّد بن عبد اللّه المعروف بالنفس الزكية.