بالإسناد، عن أحمد بن المقرئ، عن أم كلثوم بنت علي، قالت: آخر عهد أبي إلى أخوي أن قال: يا بني، إذا أنا متّ فغسّلاني ثم نشّفاني بالبردة التي نشفتم بها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و فاطمة (عليها السلام)، ثم حنّطاني و سجّياني على سريري. ثم انظرا حتى إذا ارتفع لكما مقدّم السرير، فاحملا مؤخره.
قالت: فخرجت أشيّع جنازة أبي حتى إذا كنا بظهر الكوفة، قدمنا بظهر الغري، ركز المقدّم، فوضعنا المؤخّر. ثم برز الحسن (عليه السلام) بالبردة التي نشفت بها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و فاطمة (عليها السلام)، ثم أخذ المعول فضرب ضربة فانشقّ القبر عن ضريح، فإذا هو بساجة مكتوب عليها سطران بالسريانية:
بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا قبر قبّره [1] نوح النبي لعلي (عليه السلام) وصي محمد (صلّى اللّه عليه و آله) قبل الطوفان بسبعمائة عام. قالت أم كلثوم: فانشقّ القبر، فلا أدري أغار سيدي في الأرض أم أسري إلى السماء، إذا سمعت ناطقا بالتعزية: أحسن اللّه لكم العزاء في سيدكم و حجة اللّه.