و إذا كانت الكبرى- و هي زوجة عبد اللّه بن جعفر- لم تفارقه و زوجها حيّ فأحرى أن لا تفارقه الصغرى و هي في النبل بمرتبة تلي مرتبة زينب الكبرى.
و أما القبر الذي بقرية راوية قرب دمشق فهو منسوب لزينب الصغرى المكناة أم كلثوم، كما وجد في صخرة على قبرها رأيتها، و كما ذكره ابن جبير في رحلته؛ فإن صح ذلك فهي شقيقة الحسين (عليه السلام)، أما كيف جاءت إلى دمشق، و توفيت و دفنت هناك، فاللّه أعلم بصحة ذلك، و ليس شيء من التواريخ و الآثار يشير إليه ....
و ياقوت في معجم البلدان اقتصر على أن براوية قبر أم كلثوم، و لم يزد على ذلك.
و كون القبر الذي براوية لزينب الكبرى مقطوع بعدمه؛ كما بيناه في ترجمتها ....
المصادر:
أعيان الشيعة: ج 3 ص 14.
22
المتن:
روي أن زينب بنت علي بن أبي طالب (عليه السلام) لما ولدت أخبر بذلك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فجاء إلى منزل فاطمة (عليها السلام) و قال: يا ابنتاه! ائتيني بنيتك المولودة. فلما أحضرتها، أخذها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و ضمها إلى صدره الشريف، و وضع خده المنيف على خدها، فبكى بكاء عاليا، و سال الدمع على محاسنه الشريفة جاريا، فقالت فاطمة (عليها السلام): لما ذا بكاؤك؟ لا أبكى اللّه عينيك يا أبتاه! فقال: يا بنية! فاعلمي أن هذه البنت بعدك و بعدي تبتلي بالبلايا، و ترد عليها مصائب شتى و رزايا.
فبكت فاطمة (عليها السلام) عند ذلك، ثم قالت: يا أبه! فما ثواب من يبكي عليها و على مصائبها؟! فقال: يا بضعتي و قرة عيني! إن من بكى عليها و على مصائبها كان ثواب بكائه كثواب من بكى على أخيها. ثم سماها زينب.