قال: و لها سبعون ألف و صيفة، و سبعون ألف قصر، و سبعون ألف مقصورة، و سبعون ألف غرفة، مكلّلة بأنواع الجواهر و المرجان، و قصر لعيا أعلى من تلك القصور، و من كل قصر في الجنة، إذا أشرفت على الجنة نظرت جميع ما في الجنة، و أضاءت الجنة من ضوء خدّها و جبينها، فأوحى اللّه عز و جل إليها أن اهبطي إلى دار الدنيا، إلى بنت حبيبي أحمد فانسيها. [1]
و أوحى اللّه إلى رضوان خازن الجنان أن زخرف الجنة و زيّنها كرامة لمولود يولد في دار الدنيا، و أوحى اللّه إلى جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل (عليه السلام) أن اهبطوا إلى الأرض في قنديل من الملائكة، قال ابن عباس: القنديل ألف ألف ملك.
فبينا هم قد هبطوا من سماء إلى سماء و إذا في السماء الرابعة ملك، يقال له:
صرصائيل، له سبعون ألف جناح قد نشرها من المشرق إلى المغرب، و هو شاخص نحو العرش؛ لأنه قد ذكر في نفسه فقال: ترى اللّه يعلم ما في قرار هذا البحر! و ما يسير في ظلمة الليل و ضوء النهار؟! فعلم اللّه ما في نفسه، فأوحى اللّه تعالى إليه أن أقم في مكانك، لا تركع و لا تسجد عقوبة لك لما فكّرت.
قال: و هبطت لعيا على فاطمة (عليها السلام) و قالت لها: مرحبا بك يا بنت محمد! كيف حالك؟
قالت: بخير. و لحق فاطمة (عليها السلام) الحياء من لعيا، لم تدر ما تفرش لها، فبينما هي متفكّرة إذ هبطت حوراء من الجنة، و معها درنوك من درانيك الجنة، فبسطته في منزل فاطمة (عليها السلام) فجلست عليه لعيا.
ثم إن فاطمة (عليها السلام) ولدت الحسين (عليه السلام) في وقت الفجر، فقبلتها لعيا، و قطعت سرّته، و نشّفته بمنديل من مناديل الجنة، و قبّلت عينيه، و تفلت في فيه، و قالت له: بارك اللّه فيك من مولود، و بارك في والديك.
و هنّأت الملائكة و جبرائيل محمدا (صلّى اللّه عليه و آله) سبعة أيام بلياليها، فلما كان في اليوم السابع قال جبرائيل (عليه السلام): يا محمد! ائتنا بابنك حتى نراه.