رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): رأيت في ما يرى النائم كأن عضوا من أعضائك في بيتي. فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله):
هو خير إن شاء اللّه، تلد فاطمة (عليها السلام) غلاما ترضعينه بلبن قثم ابنك. [1]
و حين حضرت ولادة الزهراء (عليها السلام) قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) لزوجته أم سلمة بنت زاد الركب، و أسماء بنت عميس: احضرا فاطمة، فإذا وقع ولدها و استهل صارخا، فأذّنا في أذنه اليمنى، و أقيما- أقيما الصلاة- في أذنه اليسرى؛ فإنه لا يفعل ذلك بمثله إلّا عصم من الشيطان، و لا تحدثا شيئا حتى آتيكما.
فلما وضعت فاطمة بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أذّنت أم سلمة في أذن الوليد اليمنى، و أقامت أسماء بنت عميس الصلاة في أذنه اليسرى، كما أمرهما النبي (صلّى اللّه عليه و آله).
و جاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فقال: أروني ابني. فتفل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في فيه و ألبأه- صب ريقه في فمه كما يصب اللبأ في فم الصبي، و هو أول ما يحلب عند الولادة- و قال: اللهم إني أعيذه بك و ذريته من الشيطان الرجيم. ثم لفّه النبي (صلّى اللّه عليه و آله) في خرقة بيضاء.
و لما بلغ المولود اليوم السابع، سأل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) علي بن أبي طالب: ما سميته؟ و كأن فارس الإسلام يحب الحرب فقال: سميته حربا. فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله): لكنه حسن و بعده حسين، و أنت يا علي أبو الحسن و الحسين.
فقالت الزهراء (عليها السلام): يا رسول اللّه! أ لا أعقّ- العقيقة هي: الذبيحة التي تذبح عن المولود- عن ابني بدنة؟ فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله): لا، و لكن احلقي رأسه و تصدّقي بوزن شعره فضة على المساكين.
ففعلت الزهراء (عليها السلام) بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و عقّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) عن الحسن بن علي (عليه السلام) كبشا، تولى ذلك بنفسه (صلّى اللّه عليه و آله)، و كان مولد الحسن في رمضان سنة ثلاث من الهجرة، و أخذته أم الفضل فأرضعته بلبن ابنها قثم حتى تحرك، ثم جاءت به إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فأجلسه في حجره، فبال، فضربته لبابة الكبرى بيدها على يده، فقال: أوجعت ابني أصلحك-