فمضت فاطمة (عليها السلام) إلى أبيها و عرضت عليه ما قالت أمها. فلما سمع صلّى اللّه عليه و آله ذلك بكى، ثم أعطاه فاطمة (عليها السلام) و قال: خذيه ليطيّب قلبها.
فهبط الأمين جبرائيل و قال: يا محمد، ربك يقرؤك السلام و يخصّك بالتحية و الإكرام و يقول: إن رداءك لك، و أما كفن خديجة فهو علينا، لأن لها معك حقا عظيما حيث أنفقت مالها في شأنك.
ثم إن جبرئيل غاب ساعة، و أتى بكفن و حنوط من الجنة. فلما ماتت، كفّنها به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و دفنها بيده.
قال: فلما توفّيت خديجة و أبو طالب، ضعف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله. فأرادت قريش قتله حتى أنه لم يستطع أن يخرج من البيت، فأمره اللّه تعالى بالهجرة من مكة إلى المدينة.
المصادر:
مولود الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام): ص 31.
36
المتن
قال السيد الكفائي في ذكر خديجة: ... لما اشتدّ مرض خديجة، قالت: يا رسول اللّه! اسمع وصاياي أولا، فإني قاصرة في حقك، فاعفني يا رسول اللّه. قال: حاشا وكلا، ما رأيت منك تقصيرا فقد بلغت جهدك و تعبت في ولدي غاية التعب، و لقد بذلت أموالك و صرفت في سبيل اللّه مالك.
قالت: يا رسول اللّه، الوصية الثانية، أوصيك بهذه- أشارت إلى فاطمة (عليها السلام)- فإنها يتيمة غريبة من بعدي، فلا يؤذينها أحد من نساء قريش و لا يلطمن خدّها و لا يصحن في وجهها و لا يرينها مكروها.
و أما الوصية الثالثة، فإني أقولها لابنتى فاطمة (عليها السلام) و هي تقول لك، فإني مستحية منك يا رسول اللّه. فقام النبي صلّى اللّه عليه و آله و خرج من الحجرة، فدعت بفاطمة (عليها السلام) و قالت: يا حبيبتي