و مما يناسب هذا أيضا جواب بعض مشايخنا المعاصرين- و كان رجلا مزّاحا-.
فسأله سلطان البصرة يوما بحضور جماعة من علماء الجمهور- و كان ذلك السلطان منهم أيضا- فقال: يا شيخ، أيّما أفضل: فاطمة (عليها السلام) أم عائشة؟ فقال ذلك الشيخ: عائشة أفضل. فقال: و لم هذا؟
فقال: لقوله تعالى «فضّل اللّه المجاهدين ... على القاعدين درجة» [1]، و عائشة خرجت من المدينة إلى البصرة و جهّزت العساكر و جاهدت عليا (عليه السلام) و بني هاشم و أكابر الصحابة حتى قتل بسببها خلق كبير، و أما فاطمة (عليها السلام) فقد لزمت بيتها و ما خرجت منه إلا إلى المسجد لطلب فدك و العوالي من أبي بكر، و لما منعها منه استقرّت في مكانها إلى يوم موتها.
فضحك السلطان و الحاضرون، و قال السلطان: هذا يا شيخ تشنيع لطيف.
و مثل هذه الجوابات كثير، و سنفرّد له نورا إن شاء اللّه تعالى.
المصادر:
الأنوار النعمانية: ج 1 ص 42، 69، 99.
93
المتن
قال الفاضل الدربندي في فضل فاطمة (عليها السلام):
اعلم إن قول سيد الشهداء- روحي له الفداء- في مقام تسليته و تعزيته أخواته و حريمه: «إن جدي خير مني و أبي خير مني و أخي خير مني» مما يدلّ على كون الصديقة الكبرى (عليها السلام) و الحجة المعصومة العظمى فاطمة الزهراء (عليها السلام) بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله الطاهرين المعصومين أفضل من الحسن و الحسين (عليهما السلام).