و اعلم أن اللّه لو أراد أن يسوّي بين بني هاشم و بين الناس لما اختصّهم بسهم ذوي القربى و لما قال: «وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ»[1]، و أنه لذكر لك و لقومك فسوف تسألون.
فإذا كان لقومه ما ليس لغيرهم، فكل من كان أقرب منه صلّى اللّه عليه و آله كان أرفع قدرا.
و لو سوّاهم اللّه بالناس لما حرّم اللّه عليهم الصدقة، و ما هذا التحريم إلا لكرامتهم على اللّه و طهارتهم. و لهذا قال علي (عليه السلام) على منبر الجماعة: نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد.
و صدق علي (عليه السلام)؛ كيف أحد من الناس بقوم منهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و الأطيبان علي و فاطمة (عليهما السلام)، و السبطان الحسن و الحسين (عليهما السلام)، و الشهيدان أسد اللّه حمزة و ذو الجناحين جعفر، و سيد الوادي و مطعم الطير عبد المطلب، و ساقي الحجاج العباس، و حامي النبي صلّى اللّه عليه و آله و معينه و محبّه أشد حبّا و كفيله و مربّيه و المقرّ بنبوته و المعترف برسالته و المنشد في مناقبه أبياتا كثيرة و شيخ قريش أبو طالب ...، إلى قوله في فضائل علي (عليه السلام):
و ابن العم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و الزوجة فاطمة الزهراء (عليها السلام) سيدة نساء أهل الجنة، و أم الزوجة خديجة الكبرى سيدة نساء أهل الجنة ....
المصادر:
1. ينابيع المودة: ص 152، عن البيان و التبيين.
2. البيان و التبيين، على ما في الينابيع.
73
المتن
من شعر الصاحب في المذهب:
ما لعلي العلا أشباه * * * لا و الذي لا إله إلا هو