قال العلامة السيد محمد حسن القزويني في باب غضب فاطمة (عليها السلام) على أبي بكر و عمر و استمرارها على الغضب:
روى العلماء أن أبا بكر أغضب فاطمة (عليها السلام) و آذاها، إلى أن هجرته و صاحبه عمر حتى ماتت. بل الأخبار في ذلك بلغت حدّ التواتر، بل و في أنها أوصت أن تدفن ليلا حتى لا يصلّي عليها أحد غير علي بن أبي طالب (عليه السلام) و صرّحت بذلك و عهدت فيه عهدا، بعد أن كان أبو بكر و عمر استأذنا للدخول ليعوداها، فأبت أن يأذن لهما.
فلما طالت عليهما المدافعة، رغبا إلى علي (عليه السلام) و جعلاه واسطة. فكلّمها علي (عليه السلام) في ذلك و ألحّ عليها، فأذنت لهما في الدخول، ثم أعرضت عنهما عند دخولهما و لم تكلّمهم.
فلما خرجا، قالت لأمير المؤمنين (عليه السلام): هل صنعت ما أردت؟ قال: نعم. قالت: فهل أنت صانع ما آمرك به؟ قال: نعم. فإني أنشدك اللّه أن لا يصلّيا عليّ جنازتي و لا يقدما على قبري.
و أنه (عليه السلام) بعد دفنها محى أثر القبر حتى لا يهتديا إليه.
و من صحاح أخبارهم على غضب فاطمة (عليها السلام) و هجرها لأبي بكر و عمر، ما في كتاب الإمامة و السياسة لابن قتيبة: أن فاطمة (عليها السلام) قالت لهما: إني أشهد اللّه و ملائكته أنكما أسخطتماني و ما أرضيتماني، و لئن لقيت النبي صلّى اللّه عليه و آله لأشكونّكما إليه.
و في سيرة الحلبي: ج 3 ص 399: غضب فاطمة (عليها السلام) من أبي بكر و هجرته إلى أن ماتت.
و في رواية البخاري: في باب فرض الخمس من صحيحه، و مسلم في صحيحه: ج 5 ص 54: إن أبا بكر أبى أن يدفع إلى فاطمة (عليها السلام) شيئا. فوجدت على أبي بكر في ذلك فهجرته، فلم تكلّمه حتى توفّيت.