رجعت فاطمة (عليها السلام) إلى منزلها و شكت و توفّيت في تلك الشكاية.
دخلن عليها النساء المهاجرات و الأنصاريات عائدات فقلن لها: كيف أصبحت يا بنت رسول اللّه؟ فقالت:
أصبحت و اللّه عائفة لدنيا كنّ، تالية لرجالكنّ؛ شنأتهم بعد أن عرفتهم، و لفظتهم بعد أن سيّرتهم، و رميتهم بعد أن عجمتهم؛ فقبحا لفلول الحد، و خطل الرأي، و عئور الجد، و خوف الفتن. «لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ فِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ». [1]
لا جرم، و اللّه لقد قلّدتهم ربقتها، و شفنت عليهم غارتها؛ فجدعا و عقرا و بعدا للقوم الظالمين. يحهم! أنّى زحزحوها عن رواسي الرسالة، و قواعد النبوة، و مهبط الروح