لما كان اليوم الذي توفّي فيه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، بويع لأبي بكر في ذلك اليوم. فلما كان من الغد، جاءت فاطمة (عليها السلام) إلى أبي بكر معها علي (عليه السلام)، فقالت: ميراثي من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أبي. فقال أبو بكر: من الرئة أو من العقد؟ قالت: فدك و خيبر و صدقاته لمدينة إرثها كما يرثك بناتك إذا متّ. فقال أبو بكر: أبوك و اللّه خير مني و أنت خير من بناتي، و قد قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): لا نورّث، ما تركناه صدقة (يعني هذه الأموال القائمة)، فتعلمين أن أباك أعطاكها؛ فو اللّه لئن قلت نعم لأقبلنّ قولك و لأصدّقنّك. قالت: جاءتني أم أيمن فأخبرتني أنه أعطاني فدك. قال عمر: فسمعته يقول: هي لك؟ فإذا قلت قد سمعته فهي لك فأنا أصدّقك فأقبل قولك. قالت: أخبرتك بما عندي.
المصادر:
1. مسند فاطمة (عليها السلام) للسيوطي: ص 33 ح 25.
2. طبقات ابن سعد: ج 2 ص 315، على ما في هامش المسند.
17
المتن:
عن ابن عباس، قال:
إن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) كان جالسا ذات يوم إذ أقبل الحسن (عليه السلام). فلما رآه بكى ...، إلى أن قال (صلّى اللّه عليه و آله): و إني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي؛ كأني بها و قد دخل الذلّ بيتها و انتهكت حرمتها و غصبت حقها و منعت إرثها ... فتقدّم عليّ محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة، فأقول عند ذلك: اللهم العن من ظلمها و عاقب من غصبها و ذلّل من أذلّها و خلّد في نارك من ضرب جنبيها حتى ألقت ولدها، فتقول الملائكة عند ذلك: آمين.