ذكر صاحب كتاب الهجوم على بيت فاطمة (عليها السلام) روايات في بكاء أمير المؤمنين (عليه السلام) حين تغسيل فاطمة (عليها السلام) لما رأى من الجراحات:
قال الخراساني: قال ورقة بن عبد اللّه: كنت قائما على باب دار سيد الأوصياء أمير المؤمنين (عليه السلام) حين اشتغاله بتغسيل فاطمة (عليها السلام)، فإذا سمعته يبكي بكاء عاليا لم أعهد نظيره منه. فتعجّبت منه و قلت: سبحان اللّه! أ هكذا يصنع علي (عليه السلام) مع شدة صبره و حلمه و سكونه؟! فلما فرغ من التغسيل، خرج و دموعه تسيل من عينيه من دون انقطاع.
فقلت: ما يبكيك يا أبا الحسن، أمن فقد الزهراء (عليها السلام)؟! فقال لا يا ورقة، ما يبكيني إلا أثر السياط بجسمها؛ اسودّ كأنه النيل؛ فهكذا تحشر يوم القيامة و تلقى اللّه.
و قريب منها ما رواه عبد الخالق بن عبد الرحيم اليزدي و حسين بن عبد الرزاق التبريزي و محمد جواد اليزدي المشهدي الشيباني و الجرمقي البسطامي الخراساني.
و أشار إليه الخطيب ملا إسماعيل السبزواري إجمالا فقال: و بكى أمير المؤمنين (عليه السلام) حين تغسيل فاطمة (عليها السلام) إذ رأى جنبها المكسورة.
و قال محمد باقر الفشاركي:
ما أدري ما ذا جرى عليه حين تغسيل فاطمة (عليها السلام)، لما رأى جنبها المكسور و سواد عرض وجهها من لطم عمر. فبكى بكاء عاليا بحيث سمع ذلك في أزقّة المدينة، كما يدل عليه رواية ورقة بن عبد اللّه.
و نقل السيد محمد باقر المجتهد الگنجوي عن ورقة بن عبد اللّه.
كنت جارا لعلي (عليه السلام)، فسمعت أنينه و بكاءه في جوف الليل. فخرجت و قرعت الباب، فلما فتح الباب قلت: إن العرب يعيبون أن يبكي الرجل و يندب في فقد زوجته. فقال: يا ورقة! لم أبك لفقدها بل رأيت آثار الرفسة و السياط في يدها و جنبها.