... فضربت فاطمة يديها من الباب تمنعني من فتحه. فرمته فتصعّب عليّ، فضربت كفّيها بالسوط فألّمها. فسمعت لها زفيرا و بكاء فكدت أن ألين و انقلب عن الباب، فذكرت أحقاد علي (عليه السلام) و ولوعه في دماء صناديد العرب و كيد محمد و سحره، فركلت الباب و قد ألصقت أحشاءها بالباب تترسه، و سمعتها قد صرخت صرخة حسبتها قد جعلت أعلى المدينة أسفلها، و قالت: يا أبتاه يا رسول اللّه! هكذا كان يفعل بحبيبتك و ابنتك؟ آه يا فضة، إليك فخذيني، فقد قتل و اللّه ما في أحشائي من حمل.
و سمعتها تمخض و هي مستندة إلى الجدار، فدفعت الباب و دخلت. فأقبلت إليّ بوجه أغشى بصري، فصفقت صفقة على خدّيها من ظاهر الخمار، فانقطع قرطها و تناثرت إلى الأرض، و خرج علي. فلما أحسست به أسرعت إلى خارج الدار و قلت لخالد و قنفذ و من معهما: نجوت من أمر عظيم ...