أبو بكر، و هل أبقى الحزن لها من قوة تسعفها على نضال؟ و كان بحيث تظلّ منطوية على جراحها و حزنها، لو لم يدعها الواجب إلى أن تؤدّي حق زوجها و ولديها عليها، فتسعى في رد الأمر إلى أهل بيت الرسول (عليهم السلام).
و حملها علي (عليه السلام) فوق دابة و خرج بها ليلا، فطافت بمجالس الأنصار مجلسا مجلسا تسألهم أن يؤيدوا أبا الحسن فيما يطلب من حق جحد؛ أجابوا جميعا: يا بنت رسول اللّه! قد مضت بيعتنا لأبي بكر، و لو أن زوجك و ابن عمك سبق إلينا لما عدلنا به أحدا.
فكان الإمام يقول: أ فكنت أدع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في بيته و لم أدفنه و أخرج أنازع سلطانه؟! و ترد فاطمة (عليها السلام): ما صنع أبو الحسن إلا ما ينبغي، و لقد صنعوا ما اللّه حسيبهم و طالبهم.
المصادر:
تراجم سيدات النبوة: ص 632.
32 المتن:
قال الشيرواني في بيعة أبي بكر، نقلا عن شرح نهج البلاغة:
و يقال: أنه (عليه السلام) استنجد المسلمين عقيب السقيفة و ما جرى فيه، و كان يحمل فاطمة (عليها السلام) ليلا على حمار و ابناها من بين يدي الحمار، و يسألهم النصرة و المعونة. فأجابه أربعون رجلا، فبايعهم على الموت و أمرهم أن يصبحوا بكرة محلّقي رءوسهم، معهم سلاحهم. فأصبح لم يوافه منهم إلا أربعة: الزبير و المقداد و أبو ذر و سلمان.
المصادر:
1. مناقب أهل البيت (عليهم السلام) الشيرواني: ص 403، عن شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد.
2. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 3 ص 5، على ما في المناقب.