قال العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي في جواب من قال: إنه لم يكن لبيوت المدينة المنورة أبواب تفتح و تغلق عند الحاجة ...:
كانت يثرب مسرحا للحروب الداخلية، تعيش حاله التشنج عصورا متمادية قبل الإسلام، بل لقد بعث النبي (صلّى اللّه عليه و آله)، في وقت كان أهل المدينة فيه لا يضعون السلاح لا بالليل و لا بالنهار.
و للعربي حالاته و مفاهيمه و حساسياته البالغة تجاه قضايا الثأر و الغزو و الحروب و العداء و الولاء، و هو يواجه في ذات الوقت قسوة الطبيعة و أشكالا من الأخطار الأخرى أيضا.
فكيف يمكن أن نتصوره يعيش حاله من الرخاء و الاسترخاء، في مواجهة كل الاحتمالات المخيفة التي تحيط به. فيترك بيته من دون باب، مكتفيا بالمبيت بالسلاح الذي لن يكون قادرا على حمايته حين يكون مستغرقا في نومه، لا يشعر بما يحيط به، و لا يلتفت إلى ما يجري حوله؛ خصوصا إذا كان العداء بين قبيلتين أو فريقين يعيشان في بلد واحد، كالأوس و الخزرج، أو هما أو إحداهما مع اليهود من بني النضير، قينقاع و قريظة.
و سنذكر في هذا الفصل طائفة من النصوص الدالة على وجود أبواب تفتح و تغلق، ذات مصاريع منفردة أو متعددة، مصنوعة من خشب السرو (عرعر)، أو من الساج؛ يمكن أن تكسر، و يكون لها رتاج و مفتاح و ما إلى ذلك.