المختلف فيها لا يجدي شيئا، و الذي اعتذر به من حديث الإحراق إذا صحّ طريف! و أيّ عذر لمن أراد أن يحرق على أمير المؤمنين و فاطمة (عليهما السلام) منزلهما؟
و هل يكون في مثل ذلك علة يصغى إليها أو تسمع، و إنما يكون مخالفا على المسلمين و خارقا لإجماعهم.
ثم قال: و بعد فلا فرق بين أن يهدّد بالإحراق للعلة التي ذكرها، و بين ضرب فاطمة (عليها السلام) لمثل هذه العلة؛ فإن إحراق المنازل أعظم من ضربه بالسوط، و ما يحسن الكبير ممن أراد الخلاف على المسلمين أولى بأن يحسن الصغير، فلا وجه لامتعاض صاحب الكتاب من ضربة السوط و تكذيب نقلها، و عنده مثل هذه الأعذار.
أقول: هذه مجمل الروايات التي استطعنا أن نحصل عليها من طريق أهل السنة.
و قد رواها الثقات من علمائنا الأبرار، أمثال الشريف المرتضى علم الهدى في كتابه الشافي، و الشيخ أبي جعفر الطوسي شيخ الطائفة في كتابه تلخيص الشافي ج 3، و الشيخ محمد باقر المجلسي في البحار ج 28، و الشيخ محمد حسين المظفر في كتابه دلائل الصدق ج 3، و السيد مرتضى العسكري في كتابه عبد اللّه بن سبا و أساطير أخرى.
و ربما هناك الكثير من المصادر المعتبرة المدفونة في طي الكتمان، فيكون التقصير منا في إظهارها و نشرها لطلاب الحقيقة، و ما أكثرهم في هذه الأيام.
و قد لخّص هذه الروايات المتقدمة شيخنا الأميني في غديره العذب الصافي، لمن يحب أن يشرب، و الشارب منه لا يرتوي، لأن لذته لا تنتهي؛ قال:
... أو إلى اللائذين بدار النبوة؛ مأمن الأمة و بيت شرفها بيت فاطمة و علي (عليهما السلام)، و قد لحقهم الإرهاب و الترعيد و بعث إليهم عمر بن الخطاب و قال لهم: إن أبوا فقاتلهم.
فأقبل عمر بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار. فلقيته فاطمة (عليها السلام) فقالت:
يا ابن الخطاب! أ جئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم، أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة.
بعد ما رأى هجوم رجال الحزب السياسي دار أهل الوحي و كشف بيت فاطمة (عليها السلام) و قد علت عقيرة قائدهم بعد ما دعا بالحطب: و اللّه لنحرقن عليكم أو لتخرجن إلى