قال المجلسي: روي في بعض مؤلفات أصحابنا عن المفضل بن عمر، قال:
سألت سيدي الصادق (عليه السلام)- فذكر (عليه السلام) ما يكون عند ظهور المهدي (عليه السلام)- إلى أن قال:
ثم لكأني أنظر- يا مفضل- إلينا معاشر الأئمة بين يدي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) نشكوا إليه ما نزل بنا من الأمة بعده، و ما نالنا من التكذيب و الرد علينا و سبينا و لعننا و تخويفنا بالقتل، و قصد طواغيتهم الولاة لأمورهم من دون الأمة بترحيلنا عن الحرمة إلى دار ملكهم، و قتلهم إيانا بالسمّ و الحبس. فيبكي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و يقول: يا بنيّ! ما نزل بكم إلا ما نزل بجدكم قبلكم.
ثم تبتدئ فاطمة (عليها السلام) و تشكو ما نالها من أبي بكر و عمر، و أخذ فدك منها و مشيها إليه في مجمع من المهاجرين و الأنصار، و خطابها له في أمر فدك، و ما ردّ عليها من قوله: إن الأنبياء لا تورّث، و احتجاجها بقول زكريا و يحيى و قصة داود و سليمان.
و قول عمر: هاتي صحيفتك التي ذكرت أن أباك كتبها لك، و إخراجها الصحيفة و أخذه إياها منها و نشره لها على رءوس الأشهاد من قريش و المهاجرين و الأنصار و سائر العرب و تفله فيها و تمزيقه إياها و بكائها، و رجوعها إلى قبر أبيها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) باكية حزينة تمشي على الرمضاء قد أقلقتها، و استغاثتها باللّه و بأبيها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و تمثّلها بقول رقيقة بنت صيفي:
قد كان بعدك أنباء و هنبثة * * * لو كنت شاهدها لم يكبر الخطب
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * * * و اختلّ أهلك فأشهدهم فقد لعبوا
أبدت رجال لنا فحوى صدورهم * * * لما نأيت و حالت دونك الحجب
لكل قوم لهم قرب و منزلة * * * عند الإله على الأدنين مقترب
يا ليت قبلك كان الموت حلّ بنا * * * أملوا أناس ففازوا بالذي طلبوا