فدعا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بأديم و دعا علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: اكتب لفاطمة بفدك نحلة من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله). فشهد على ذلك علي (عليه السلام) و مولى لرسول اللّه و أم أيمن.
و من ذلك الحين أصبحت فدك ملكا للزهراء (عليها السلام) و كانت هذه الأرض تدرّ عليها سنويا ما بين سبعين ألف إلى مائة و عشرين ألف دينارا ذهبيا. و كان وكيل الزهراء (عليها السلام) و عاملها في فدك يوصل هذا المال الى الزهراء (عليها السلام) فتأخذ منه ما يسدّ حاجتها و تقسّم الباقى بين الفقراء.
غصب فدك
و استمر الوضع على هذا المنوال حتى توفي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فاستكثرت السلطة التي هيمنت على زمام الحكم هذا المقدار من المال بيد أهل البيت (عليهم السلام) فقصدوا محاصرتهم و سلب ما في أيديهم فارتئوا الاستيلاء على هذه الأرض.
فأمر أبو بكر أياديه فذهبوا إلى فدك و أخرجوا عامل الزهراء (عليها السلام) و غصبوا فدك. ثم خصصوا عائدها للسلطة الغاصبة و لم يبالوا بأمر اللّه و سنة نبيه و رفضوا السند الموثوق الذي كتبه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و أشهد البعض على ذلك.
و الإمام علي و الزهراء (عليهما السلام) كان دأبهم في الحقيقة عدم المبالاة بالدنيا و ما فيها و كانا لا يقيمان لها وزنا، و قد ورد أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال للدنيا: «يا دنيا، غرّي غيري، فقد طلّقتك ثلاثا لا رجعة فيها».
و كانت الزهراء (عليها السلام) في الوقت الذي تدرّ عليها فدك سنويا مائة و عشرين دينارا ذهبيا تأكل خبز الشعير و تلبس الثياب المرقعة و كانت تدفع تلك الأموال إلى الفقراء و المساكين.
محاولات أمير المؤمنين و الزهراء (عليهما السلام) لتبيين حق فدك
و أما سبب عدم سكوتها إزاء غصب فدك لأنّ هذه الأرض خرجت بعد غصبها من الزهراء (عليها السلام) عن كونها فقط مسألة ملك أو مال، و أصبحت المسألة أمرا عقائديا تمسّك به