فقال الباري عز و جل: «يا ملائكتى و يا سكان سماواتى، إنى ما خلقت سماء مبنية و لا أرضا مدحية و لا قمرا منيرا و لا شمسا مضيئة و لا فلكا يدور و لا فلكا يسري و لا بحرا يجري إلا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء».
فقال جبرائيل: يا رب، و من تحت الكساء؟ فقال اللّه عز و جل: «هم فاطمة و أبوها و بعلها و بنوها».
ثم قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في فضل ذكر هذا الخبر: «و الذي بعثني بالحق نبيا و اصطفاني بالرسالة نجيّا، ما ذكر خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض و فيه جمع من شيعتنا و محبينا إلا و نزلت عليهم الرحمة و حفّت بهم الملائكة و استغفرت لهم إلى أن يتفرقوا».
ثم أعاد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) قائلا: «ما ذكر خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض و فيه جمع من شيعتنا و محبينا و فيهم مهموم إلا و فرّج اللّه همه و لا مغموم إلا و كشف اللّه غمه و لا طالب حاجة إلا و قضى اللّه حاجته».
فلما سمع أمير المؤمنين (عليه السلام) ذلك من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) قال: «إذا و اللّه فزنا و سعدنا و كذلك شيعتنا فازوا و سعدوا في الدنيا و الآخرة و ربّ الكعبة».
تسبيح فاطمة (عليها السلام)
إن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما رأى ما أصاب فاطمة (عليها السلام) من عناء في العمل البيتي و شاهد ما تقوم به من شئون البيت من استسقاء و طحن و كنس، قال لها: «هلا أتيت أباك تسأليه خادما يكفيك مشقة خدمة البيت».
فقالت الزهراء (عليها السلام) لأبيها ذلك، فقال لها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): أ فلا أدلّك- يا فاطمة- على ما هو خير لك من الخادم في الدنيا؟ قالت: بلى يا رسول اللّه. فعلّمها الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) هذا التسبيح المعروف و هو ذكر «اللّه أكبر» أربع و ثلاثين مرة، ثم «الحمد للّه» ثلاث و ثلاثين مرة، ثم «سبحان اللّه» ثلاث و ثلاثين مرة.