العوني
فقالت إلى أين انصرافك نبني[1]
فقلت إلى أولاد فاطمة الزهرا
إلى آل وحي الله عند نزوله
على المصطفى أعلى به عنده قدرا
إلى شفعاء الخلق في يوم بعثهم
إلى المرتضى للنار يزجرها زجرا-
ابن طباطبا
في كل يوم للفخار بنية
ما بيننا تبنى و مجد يبدع
أو جحفل يقتاد أو سيف على
أعداء دين الله فينا يطبع[2]
أو ليث غاب نرفع الجلي به
أو كوكب من أهلنا يستطلع[3]
أو منبر يرقى على أعواده
منا لخطبته خطيب مصقع[4]
فينا النبوة و الإمامة و الهدى
و الآي و السنن التي لا تدفع
إن المعالي إن أطعن معاشرا
لتقى فهن لآل أحمد أطوع
فصل في وفاته ع
كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الصَّادِقِ ع عَمُّهُ مُوسَى الْكَاظِمُ ع يَكْتُبُ لَهُ الْكُتُبَ إِلَى شِيعَتِهِ فِي الْآفَاقِ فَلَمَّا وَرَدَ الرَّشِيدُ إِلَى الْحِجَازِ سَعَى بِعَمِّهِ إِلَى الرَّشِيدِ فَقَالَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَتَيْنِ يُجْبَى إِلَيْهِمَا الْخَرَاجُ فَقَالَ الرَّشِيدُ وَيْلَكَ أَنَا وَ مَنْ قَالَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ وَ أَظْهَرَ أَسْرَارَهُ فَقَبَضَ عَلَيْهِ وَ حَظِيَ مُحَمَّدٌ عِنْدَ الرَّشِيدِ وَ دَعَا عَلَيْهِ مُوسَى الْكَاظِمِ بِدُعَاءٍ اسْتَجَابَهُ اللَّهُ فِيهِ وَ فِي أَوْلَادِهِ.
وَ فِي رِوَايَةٍ أَنَّهُ جَاءَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ إِلَيْهِ ع وَ اسْتَأْذَنَ مِنْهُ فَأَذِنَ لَهُ فَقَالَ يَا عَمِّ أُحِبُّ أَنْ تُوصِيَنِي فَقَالَ أُوصِيكَ أَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ فِي دَمِي وَ أَعْطَاهُ صُرَّةً أُخْرَى وَ صُرَّةً أُخْرَى وَ أَمَرَ لَهُ بِأَلْفٍ وَ خَمْسِمِائَةِ دِرْهَمٍ فَجَاءَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ إِلَى الرَّشِيدِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَ سَعَى بِعَمِّهِ فَأَمَرَ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَلَمَّا قَبَضَهَا دَخَلَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَأَخَذَتْهُ الذَّبْحَةُ[5] فِي جَوْفِ لَيْلَتِهِ فَمَاتَ.
[1] مخفف نبئنى.
[2] جحفل كجعفر: الجيش الكثير.
[3] الجلى: الامر العظيم كما في القاموس.
[4] المصقع: البليغ الذي لا يرتج عليه في كلامه.
[5] الذبحة: وجع في الحلق.